أنقرة (زمان التركية) – أحمد برهان طفل تركي يبلغ من العمر 8 سنوات فقط عاد من ألمانيا التي كان يكافح مرض السرطان فيها بعيدًا عن والده المعتقل بتهمة الصلة بحركة الخدمة ووالدته الممنوعة من السفر للسبب ذاته.
زكية أتاش، والدة الطفل أحمد البالغ من العمر ثماني سنوات ويعالج من السرطان، قالت إن نجلها يموت أمام أعينها بينما هي عاجزة عن فعل شي.
ومؤخرا عاد الطفل أحمد إلى تركيا بعدما غادر من ألمانيا بمفرده بقدم مجبرة.
وطلبت زكية العون وقبول مرافقتها نجلها، بعدما أعلن الأطباء أن عظام قدم أحمد تفتت بسبب الانبثاث، قائلة: “قدمت عرائض لكن السلطات لاتزال ترفضها. لا أعرف ماذا ينتظرون لكن وضع نجلي ليس جيدا. نجلي يموت أمام عيني وأنا عاجزة عن فعل شيء له”.
https://twitter.com/Hizmeti_sever/status/1226950554745790464
ونشرت زكية تسجيلا مصورا أوضحت خلاله أنهم في البداية نقلوا نجلها إلى المستشفى بسبب ألم في أقدامه وتبين أن الانبثاث -هجرة الخلاليا السرطانية- حطم عظام قدميه، قائلة: “تم تجبير قدميه عقب تحطم عظامه. في تلك الأثناء بكى أحمد وصرخ كثيرا. هذى كثيرا وأخذ يلفظ بكلمة أبي وهو يبكي. تقدمت اليوم بعريضة جديدة وفي الوقت نفسه تلقيت ردا على العريضة التي تقدمت بها الأسبوع الماضي. لازالت السلطات ترفض العرائض التي أتقدم بها”.
وأضافت زكية أن قدوم أحمد بمفرده إلى تركيا معجزة كبيرة قائلة: “كيف جاء إلى هنا بأقدامه المحطمة هذه. أبلغني في المطار أنه قدم لأجلي وأنه ما كان ليعاني كل هذه المعاناة لو ذهبت أنا إليه. الأمر بات مسألة حياة طفل. استخراج جواز سفر يجب ألا يكون أمرا صعبا. لم أعد قادرة على التحمل. الأطباء يقولون إن أقدامه ليست بوضع جيد. تلك العيادة في ألمانيا هي أملنا الوحيد. بالله عليكم يكفي هذا!”.
واضطر الطفل أحمد برهان للبقاء وحيدًا في ألمانيا من أجل العلاج لمدة أسبوعين، والسبب أن والده معتقل منذ سنوات بتهمة الصلة بالانقلاب من دون أي دليل، وأمه ممنوعة من السفر خارج الوطن، لكن وضعه الصحي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
“برهان” البالغ من العمر ثمانية أعوام فقط والمصاب بسرطان العظام، وتلقي العلاج في ألمانيا ظل غياب أي مساند له، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملة يدعون فيها السلطات التركية إلى السماح للأم بالسفر إلى ألمانيا لتتولى مهمة رعاية ولدها، إلا أن الجهود باءت بالفشل، حيث أصم المسؤولين آذانهم لكل هذه الطلبات.
ومنذ انقلاب يوليو/ تموز 2016، اعتقل أكثر من 35 إلف شخص في تركيا وفصل أكثر من 130 ألف شخص من وظائفهم بتهمة الانتماء لحركة الخدمة، التي تتهمها أنقرة بتدبير الانقلاب، فيما فر الآلاف خارج البلاد هربا من الملاحقات القانونية بالتهمة ذاتها.