برلين (زمان التركية)ــ اعتبر باحث متخصص في الشأن التركي أن الأحزاب الجديدة، التي أسسها منشقون عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، في تركيا يمثل إحراجًا لنظام الرئيس رجب أردوغان.
وفي تصريحات خاصة لموقع «صوت الدار» قال الباحث، محمد أبو سبحة، إن حزب “المستقبل” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، والحزب المنتظر لنائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان سيكون تأثيرهما غير كبير على حزب العدالة والتنمية الحاكم، من حيث المنافسة السياسية.
وكانت تقارير إعلامية محلية أكدت أن نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، يستعد للإعلان عن تأسيس حزبه الجديد مطلع مارس المقبل، ليلحق بحزب أحمد داود أوغلو.
وقال الباحث المصري المتخصص في الشأن التركي، إن الرجلين كانا في الماضي انعكاسا لأردوغان وسياساته، وأكدا في تصريحات لهما عقب مغادرتهم للعدالة والتنمية أن أردوغان حاد عن طريق الديمقراطية ولا يسمع لآراء من حوله.
ووفقا لأبو سبحة فإن التأثير الحقيقي لهذه الأحزاب سيكون في إحراج العدالة والتنمية وإظهاره أنه كحزب طارد للكفاءات، ولا يسمح بوجود أجواء ديمقراطية تنافسية بداخله.
وقال الباحث المصري: حزب باباجان وإن كانت فرص قبوله بالشارع السياسي أكبر لكنه يظل كما داود أوغلو، أحد أكثر رجال الحزب الحاكم الذين اعتمد عليهم أردوغان في تحقيق أهدافه على مدار نحو ٢٠ عاما، بمعنى أنه قبل أن ننظر إلى خلاف أردوغان الحالي مع داود أوغلو وباباجان والرئيس الأسبق عبد الله جول وغيرهم، على أنه يزيد من عدد معارضي أردوغان على الساحة السياسية، يجب أن ننتبه بالأساس إلى أن الخلاف القائم مع رفقاء الدرب سببه الرئيس شعورهم بالتهميش، ورغبة أردوغان في جذب الأضواء إليه منفردا، خصوصا مع الانتقال لنظام الحكم الرئاسي الذي لم يعد فيه أردوغان يشعر بحاجة كبيرة إلى دعم ممن حوله كما في السابق.
تكرار التجربة
وتابع أن ما يفعله قادة حزب العدالة والتنمية المؤسسين هو تكرار لما فعلوه سابقا بقيادة أردوغان عندما قرروا الانفصال عن حزب الرفاة الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان، ليؤسسوا العدالة والتنمية، لكنهم هذه المرة غير متحدين على مشروع واحد، ويشعر كل منهم أن لديه من الزعامة ما يكفي ليناطح بها أردوغان، كما أن كثيرا من الأتراك لا يرون اختلافا بين أردوغان ومن انفصلوا عنه، بعد هذه المسيرة السياسية الطويلة التي كانوا شركاء في نتائج كل مخرجاتها بمرها قبل حلوها.
داود أوغلو وأردوغان
وقال «إن أردنا اعتبار أن هناك إيجابيات فسيتمثل ذلك في زيادة إحراج أردوغان على الصعيد الدولي والمحلي، بعدما وصفه رفاق دربه بأنه حاد عن قيم العدالة والتنمية بشكل كبير، ولم يعد يسمع لمن حوله، أي أن الرجل تحول من مناد بالديمقراطية إلى مؤسس للديكتاتورية يصر على نظام الرجل الواحد”.
وأوضح أن المعطيات تشير إلى أن الأحزاب الجديدة لن يكون لها تأثير يذكر في الفترة الحالية، أولا بسبب الخلفية التاريخية لمؤسسي هذه الأحزاب، وثانيا بسبب المناخ القمعي الذي يسود تركيا في الوقت الحالي، وثالثا بسبب سيطرة حزب العدالة والتنمية الكاملة على جميع مؤسسات الدولة.
–