بقلم: هيثم السحماوي
(إنه من عدم الحكمة والخطأ القاتل أن تفكر دولة ما أنه لن يأتي إليها هذا الفيروس)
(هذا الوقت هو وقت الحقائق وليس الخوف)
(إن هذا الفيروس لم يصل بعد إلى وباء عالمي)
كانت هذه من بين التصريحات التي أدلى بها السيد الدكتور تيدروس غبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية.
ويؤكد الخبراء أنه لا تستطيع دولة أن تكون بمنأى عن التأثُر بهذا الفيروس ولكن ما تستطيعه هو الاستعداد الجيد لمواجهته.
وفي هذا السياق كانت إنجلترا قد أعلنت في خُطتها لمواجهة هذه الأزمة أن هذا الفيروس سيصيب واحدا من كل عشرة في إنجلترا، بمعنى أنه سيصيب سبعة ملاين مواطن.
ولكن عودة للسؤال الذي تصدر المقال ويشغل الكثيرين: هل هذا الفيروس حدث بفعل فاعل أم بفعل القدر؟
هنا البعض يرى أنها عملية مُرتبة وممنهجة وأنه تم إدخاله إلى الصين بفعل فاعل بقصد الإضرار بالاقتصاد الصيني بشكل خاص والصين بشكل عام.
فأنصار هذا الرأي يرون أن فيروس كورونا أحد الاسلحة البيولوجية التي استهدفت في المقام الأول دولتين عدوتين للولايات المتحدة الأمريكية وهما الصين وإيران .
ويشار هنا بإصبع الاتهام تحديدا إلى رجل الاقتصاد الأمريكي وعدو الصين الأول بيتر نافارو.
وممن يؤيد وجهة النظر هذه الخبير البيولوجي إيغور نيكولين، والباحث المتخصص في القانون الدولي إثير الدُليمي.
وفي الجهة الأخرى من يرون أن هذا التفسير توهم وادعاء بما لم يحدث وأن هذا الفيروس حدث بفعل القدر، وقد مرت على البشرية فيروسات كثيرة مثل هذا أشد فتكا وخطورة.
ويواصل أنصار وجهة النظر هذه الحديث ويقولون إن أصحاب وجهة النظر القائلة بأنه استهداف هم اناسُ تسيطر عليهم نظرية المؤامرة والمغالاة في وصف الأمور وتفسيرها بعيدا عن أسبابها الحقيقية.
وهنا أستأذن القارئ الفاضل أن أنتقل به إلى نقاط تهمّه أكثر أو هي الأكثر عملية وإفادة أن نركز عليها، وهي كيفية الوقاية من هذا الفيروس وأعراضه.
فأولا: هذا الفيروس مُعدٍ وعبارة عن مجموعة من الفيروسات التي تصيب الإنسان والحيوان، وأعراضه هي (الحمى، السعال، ضيق في التنفس، احتقان في الأنف والحلق).
أما عن كيفية الحماية والوقاية منه فتكون بالحرص على الالتزام بالآتي:
– الاهتمام بغسل اليدين بشكل دائم.
– الحرص على نظافة الجسم، والأماكن التي يقيم فيها الإنسان بشكل عام.
– الاهتمام بالتغذية السليمة وشرب السوائل.
– عند العطس أو الحكة يتم وضع منديل على الفم والأنف.
– تجنب التواجد في أماكن التجمعات خاصة تلك التي بلا تهوية ومغلقة.
– عدم الاحتكاك المباشر مع أحد، بمعنى تجنب السلام الدائم بالأحضان والقبلات.
– عدم الاختلاط بحالات مصابة أو مشتبهة بإصابتها سواء كانت من الإنسان أو الحيوان.
وفي إطار الحديث عن حقائق هذا الفيروس صرحت وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد أن اثنين وثمانين من المصابين بهذا الفيروس حالاتهم بسيطة، بمعنى أن شفائهم يتم تلقائيا دون حاجة للذهاب للمستشفى. في حين أن خمسة عشر بالمائة من المصابين هم من يحتاجون إلى الذهاب للمستشفى لأخذ العلاج العادي.
أما من يحتاجون الى العناية المركزة فهم خمسة بالمائة فقط من المصابين.
وذكرت حضرة الوزيرة فيما يتعلق بنسبة الوفيات: ففي داخل مدينة وهان الصينية خمسة وثمانية من عشرة بالمائة.
وخارج مدينة وهان الصينية في باقي الصين سبعة من عشرة بالمائة.
وفي باقي العالم كله متوسطة واحد وأربعة من عشرة بالمائة.
علماً بان حالات الوفيات هذه معظمها لأشخاص فوق سن خمسة وسبعين عاما وكان لديهم أمراض أخرى مزمنة. انتهى كلام سيادة الوزيرة.
وختاما يقول أمير الأطباء وأبو الطب الحديث العالم ابن سينا (الوهمُ نصف الداء، والاطمئنانُ نصف الدواء، والصبرُ أول خطوات الشفاء)
دامت حياتكم نورها العلم وقوامها الحب
هيثم السحماوي: باحث مصري في القانون الدولي
[email protected]