ماردين (زمان لتركية) – عثر أحد سكان مدينة ماردين جنوب تركيا على 40 هيكلًا عظميًا أمام مغارة، الأمر الذي قد يعيد فتح قضية الأكراد المختفين قسريا على يد أجهزة الدولة.
رئيس جمعية حقوق الإنسان في المدينة، فوزي أدسيز، أوضح أن الهياكل العظمية قد تكون للمفقودين -الأكراد- ضمن قضية جهاز الاستخبارات ومكافحة الإرهاب التابع لقوات الجاندرما (الدرك) جيتام.
أحد سكان المنطقة يدعى عرفان ياقوت أبلغ النيابة العامة أنه عثر على عدد من الهياكل العظمية أمام مدخل مغارة، بمزعة “جولبيش” الواقعة في بلدة دارجاتشيت التابعة للمدينة، موضحًا أن عدد الهياكل العظمية المكتشفة وصل إلى 40 هيكلًا عظميًا.
قوات الجاندرما فرضت حزامًا أمنيًا حول المنطقة، ومنعت دخول أي شخص، ومن جانبها أصدرت النيابة العامة قرارًا بسرية التحقيقات حول الواقعة.
ياقوت أوضح أنه أيضًا فقد والده في عام 1993، مشيرًا إلى أنهم قاموا بالتنقل في هذه المنطقة من قبل ولكنهم لم يروا هذه المغارة أو الهياكل العظمية، وأكد أنه فوجئ بهذه العظام أمام المغارة بشكل مفاجئ عند سيره في المنطقة في 28 مايو الجاري.
وأوضح أن عظام والده قد تكون بين هذه العظام، قائلًا: “تقدمت ببلاغ للنيابة العامة. لقد أخذوا العظام الآن، وسيرسلون تحاليل DNA. عثروا على 40 هيكلا عظميا، حفروا وأخرجوهم. نتمنى أن يعرفوا لمن تعود، حتى وإن لم يكن بينهم والدي”.
السلطات التركية منعت رئيس جمعية حقوق الإنسان في مدينة ماردين فوزي أدسيز من الدخول للمنطقة، وهو من جانبه أوضح أن الهياكل العظمية قد تكون لضحايا حوادث الاختفاء القسري التي سجلت ضد مجهول في تسعينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أنها قد تكون خاصة بملف قضية جهاز الاستخبارات ومكافحة الإرهاب التابع لقوات الجاندرما.
يذكر أنه تم تشكيل كيان سري داخل جهاز الاستخبارات في التسعينات بدعوى مكافحة حزب العمال المردستاني لكن هذا الكيان تحاوز صلاحياته القانوانية ومارس ظلما واسعا على الأكراد في المنطقة أدى إلى تفاقم مطالب الانفصال من تركيا وزيادة الحركة القومية الكردية. وقد خضع أعضاء وقادة هذا الكيان (جيتام) للتحقيق والمحاكمة ضمن قضايا “تنظيم أرجنكون” أب الدولة العميقة، غير أن هذه القضايا تم إغلاقها والإفراج عن المعتقلين بعد تحالف أردوغان مع القوميين الأتراك وأعضاء أرجنكون.
وهناك اعتصام شبه أسبوعي حرصت على تنظيمه أمهات وزوجات النشطاء السياسيين المُختفين قسراً على يد الدولة منذ الثمانينيات تحت اسم “أمهات السبت”، لمطالبة الحكومة بالكشف عن مصير ذويهم.
وتعرض اعتصام أمهات السبت على مدار العقود الماضية لإجراءات قمعية، وتم حظر تنظيمه مرات عديدة، لكنه شهد العام الماضي نشاطا قويا، بدعم من نائبات حزب الشعوب الديمقراطي، وأوقف تفشي وباء كورونا نشاط أمهات السبت، في الفترة الأخيرة.
–