أثينا (زمان التركية)ــ سلطت صحف يونيانية الضوء على عدم رغبة مصر في الاعتداء على الجرف القاري التركي في شرق المتوسط، بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحري الموقعة مع اليونان العام الماضي، الأمر الذي لم تتوقع أنقرة حدوثه.
صحيفة “كاثيميريني” اليونانية، قات إن مصر كشفت من خلال إعلانها عن مناقصة للبحث عن الطاقة الهيدروكربونية، أنها تأخذ بعين الاعتبار حدود الجرف القاري لتركيا، وهو ما فسرته الصحيفة على أنه يفتح باب التفاهم مع أنقرة في شرق البحر المتوسط.
وأوضحت الصحيفة في خبرها المعنون بـ “القاهرة تبقي أبوابها مفتوحة أمام أنقرة”، أن خريطة المناقصة التي أعلنتها الحكومة المصرية توضح بأن المناطق الغربية في المتوسط تم تحديدها بموجب الاتفاق المبرم بين القاهرة وأثينا.
وأضافت: “غير أن الخريطة المصرية تشير إلى أن المساحة الأخرى الواقعة شرق خط الطول 28، تحدد الحدود الجنوبية للجرف القاري التركي المشار إليها في الاتفاق التركي الليبي”.
وذكرت الصحيفة أن إعلان الحكومة المصرية بشأن تقييم الهيدروكربونات في المتوسط، يشير إلى محاولات القاهرة تجنب التوترات الحاصلة بين القوى الإقليمية بسبب أزمة جزيرة قبرص.
وتابعت قائلة: “خيار مصر هذا لا يمكن تقييمه على أنه خطوة نحو تحسن العلاقات بين القاهرة وأنقرة، بل يمكن اعتباره بأنه خطوة متعمدة من القاهرة لترك الباب مفتوحا أمام احتمالات المحادثات المستقبلية مع أنقرة”.
من جانبها نقلت صحيفة “The İndicator” اليونانية الخبر بعنوان “مصر تتفق مع تركيا في شرق المتوسط”.
وأضافت أن الدبلوماسية اليونانية تلقت معلومات حول توصل مصر إلى اتفاق مع تركيا بشأن ترسيم حدودها البحرية، وأن هذا الاتفاق سيلحق الضرر بالمصالح اليونانية مستقبلا.
ولفتت الصحيفة اليونانية إلى أن مصر أعلنت عن مناقصة لـ24 قطعة في المتوسط وخليج السويس والمنطقة الصحراوية.
وأردفت: “لكن المشكلة تكمن في أن الخطوط الرئيسية لإحدى القطع في المتوسط لم تنظّم كما هو متفق مع اليونان، بل يبدو أنها نُظّمت مع تركيا”.
من جانب آخر شنت تركيا هجوما على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين مصر واليونان في أغسطس الماضي، وقال الرئيس أردوغان إنه لا يتعرف بها، فيما استغربت مصر حينها من موقف تركيا وأبدت استغرابها من اعتراض تركيا على الاتفاقية بينما لم تطلع على بنودها.
ولاحقا أشادت وزارة الخارجية التركية بعدم تعدي مصر على حقوقها في شرق المتوسط، وعلى إثر ذلك قال الرئيس أردوغان إنه لا مانع من إجراء مفاوضات ولقاءات استخباراتية مع مصر، وأكد في تصريحات أن: “إجراء مفاوضات ومباحثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف، وسنقوم به. لا يوجد مانع من أي جهة، ولكن اتفاقهم مع اليونان أحزننا”.
وتخشى تركيا من تنامي العلاقات اليونانية مع مصر والخليج، وتهاجم في إطار ذلك أي تحركات لتعميق التحالف بينهم، ومؤخرا وصفت وزارة الخارجية التركية “منتدى الصداقة” الذي شارك به وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والأردن وفرنسا معاديا لتركيا.