أضنة (زمان التركية) – شجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستثمرين المحليين والأجانب على تنفيذ مشاريعهم الاقتصادية في بلاده، متعهدًا لهم بأرباح كبيرة، الأمر الذي يطرح تساؤلا ضروريًا “هل الاستثمار في تركيا آمن؟.
أثناء مشاركته في حفل افتتاح أحد المشروعات يوم السبت في مدينة أضنة جنوب تركيا، أكد أردوغان قائلا: “إن أي مستثمر يثق في تركيا ويستثمر فيها لن يندم على ذلك. أبواب تركيا مفتوحة على مصراعيها أمام المستثمرين”.
وقال أردوغان: “أدعو جميع المستثمرين في بلدنا وفي العالم أجمع للاستفادة من الوسائل والفرص التي توفرها تركيا خلال هذه الفترة في الوقت الذي يتم إعادة إنشاء نظام الإنتاج والخدمات اللوجستية العالمي”.
كما تحدث أردوغان عن مبادرة ثورة التنمية الخضراء التي تم إطلاقها حديثًا والتي تنطوي على إنتاج قابل لإعادة التدوير بالكامل ومستدام وصديق للبيئة.
وأشار أردوغان إلى أن مثل هذه الاستثمارات تتم في الوقت الذي يكافح فيه العالم أزمة الأوبئة وتغير المناخ، وأن العديد من الدول المتقدمة، وخاصة الدول الأوروبية، قد اختارت تركيا لتلبية احتياجاتها الإنتاجية، على حد زعمه.
جاءت تصريحات أردوغان في وقت تواجه فيه تركيا عدم استقرار مالي محتمل بعد خفض البنك المركزي أسعار الفائدة إلى 18٪ من 19٪ الشهر الماضي، على الرغم من ارتفاع التضخم.
وقد نتج عن هذه الخطوة أسعار فائدة حقيقية سلبية، وزادت من حالة عدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية بين المستثمرين الذين يتأثرون سلبا بالتغييرات المتكررة لإدارة البنك المركزي في البلاد.
وصل تضخم أسعار المستهلكين في تركيا إلى 19.3٪ في أغسطس، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 29٪، بينما ارتفع تضخم أسعار المنتجين بنسبة 45.5٪.
يذكر أن المحللين الاقتصاديين يؤكدون أن غياب الأمن القانوني في البلاد منذ فضائح الفساد والرشوة في 2013 والانقلاب المزعوم في 2016، ومبادرة الحكومة إلى مصادرة أموال الشركات بشكل غير قانوني يأتي في مقدمة الأسباب التي حملت المستثمرين المحليين والأجانب على مغادرة تركيا إلى دول أكثر أماناً.
علي باباجان زعيم حزب الديمقراطية والتقدم قال ردا على أردوغان: “القانون هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية في بناء الثقة. إذا كنت قد دمرت أساس القانون، ودهست العدالة في البلاد، وإذا كنت تدفع البلد باستمرار إلى الوراء فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، يمكنك فقط إصلاح اقتصاد هذا البلد في أحلامك”.
وفق دراسة أجرتها مؤسسة Spotlight on Corruption، ومقرها لندن، شهدت تركيا خلال ثلاث سنوات فقط مغادرة 10 آلاف ملياردير لتصبح بهذا ثالث أعلى بلد يخسر أثرياءه على الصعيد العالمي.
الدراسة قالت إن أغلب المستثمرين يبحثون عن بيئة آمنة ومزايا كبيرة، وذكرت أن البرتغال تأتي ضمن أكثر الدول التي يهاجر إليها رجال الأعمال والمليارديرات الأتراك.