ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – قرر أخيرا أن يشتري سيارة مقبولة المستوى لتنقلاته البسيطة ها وهناك بشكل أيسر بعيدا عن سيارات الأجرة وضجيجها ، فقصد الى أحد أصدقائه المقربين العاملين في مجال التجارة ليتوسط له لدى أحد معارض السيارات ، فقام الصديق على الفور بالاتصال اللازم أمامه وأعطاه اسما ورقما لأحد المسؤولين بمعرض من المعارض الشهيرة التي تملؤ الجو إعلانات وترويج لنفسها على أنها الافضل والأكثر انحيازا إلى المشتري وأنها أشد رأفة بالمواطنين وأعظم أمانة من المعارض الأخرى ، لعله يشتري سيارته المأمولة سريعا وينصرف الى حاله مسرورا .
في اليوم التالي ، اتصل الرجل بمسؤول المعرض فاعتذر المسؤول بلطف عن التواجد في المعرض ، لأنه أصيب فجأة بفيروس كورونا ووضع قيد العزل الإجباري وأعطى الرجل اسما لزميل له بالمعرض سيقوم باللازم وزيادة من المجاملة .
بنظرة سريعة على السيارات المتوفرة بالمعرض الشهير أصيب الرجل بارتفاع في حرارة رأسه وقلبه . فقبل ستة أو سبعة أشهر فقط كانت الأسعار أقل مما هى عليه الآن بعشرات الآلاف من الجنيهات والأحوال الاقتصادية في ركود بسبب كورونا .
أفاق الرجل من أفكاره على صوت من يرحب به في المعرض ويسأل عن طلبه المنشود . فقال الرجل أنه جاء الى المعرض بتوصية من فلان وأنه يتوقع شيئا من المجاملة والمساعدة ، فرد مسؤول المعرض بأنه تحت الأمر ، ولكن كل السيارات تباع الآن بال ” عشرين ألف جنيها أوفر بريس ” . وأضاف البائع الشاب : وإذا أردت حضرتك السداد بكارت ائتمان أو كارت سحب من الرصيد ، فعليك سداد 2 في المأئة من قيمة السيارة الى معرض السيارات .
فغر الرجل فاهه دهشة متسائلا : عشرون ألف جتيها ” فوق السعر ” وخارج الفاتورة وليد ومنفعة معرض السبارات وفي وضح النهار ؟ لماذا ؟ قائل البائع : كل السيارات تباع بهذه الطريقة يا أستاذ . تساءل الرجل : ولماذا أسدد 2 في المائة من تكلفة السيارة الى المعرض عند السداد بالكارت ، أليس السداد الإليكتروني هو الوسيلة القانونية للسداد ؟ قال البائع : ساراجع الحاج صاحب المعرض وفور وصوله في سعر السيارة التى ترغب فيها حضرتك ثم أعاود الاتصال بحضرتك . أستاء الرجل وشعر بالغضب مما سمع من هراء الكلام ، وخرج من المعرض وهو يرجو البائع أن يبلغ ” الحاج ” خالص التحيات والتبركات بالحج الميمون . وعندما راجع الرجل أحد البنوك في رسوم السداد التي تتحملها المحال عند السداد الاليكتروني أوضح البنك انه يتقاضى 1 في المأئة فقط . اذا ، فالمعرض يحصل ” اتاوة باهظة ” بعلم الزبون ويحصل اتاوة ثانية في غفلة من الزبون وباسم البنوك ، ليجمع تلالا من الأموال بلا حق وفي خلال أيام أسابيع فقط .