أنقرة (زمان التركية) – نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا تحليليا حول موقف تركيا المعادي لانضمام كل من السويد وفنلندا إلى حلف الناتو.
واقتبست الصحيفة في مقالها التحليلي افتتاحية رواية “آنا كارنينا” الشهيرة للروائي الروسي، ليو تولستوي، التي توضح أن العائلات السعيدة تتشابه في حين أن لكل عائلة تعيسة، تعاسة خاصة بها.
وذكرت الصحيفة أن حلف الناتو حاليا ليس راضيا عن تركيا مفيدة أن الجميع يأملون أن تسير الأمور على ما يرام داخل هذا الحلف بما يصب في مصلحة جميع الأطراف بما يشمل أيضا فنلندا والسويد وإلا فإن نهاية أردوغان قد تشابه نهاية آنا كارنينا.
وذكرت الصحيفة في مقالها أن الدول الشمالية قررت التخلي عن سياستها التقليدية والحيادية والدخول في حماية الناتو بالتزامن مع الموقف العدائي والحاد للرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، تجاه أوكرانيا.
وأكدت الصحيفة في مقالها أنه من المهم بعد الآن التصرف بشكل سريع.
وأشارت الصحيفة إلى تشابه الأزمات الحالية مع روايات تولستوي مدللة على هذا بأردوغان، حيث أفادت الصحيفة أن أردوغان هدد اليونان العضوة بالحلف الأطلسي عدة مرات وعلى الرغم من انتقادات الحلفاء أقدمت على شراء منظومة الدفاع الروسية الاس 400 بما يعزز التهديدات بحق الحلف.
وأضافت الصحيفة أن السلطات التركية لاحظت رغبة الحلفاء الآخرين الشديدة في انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو فقررت تسليط الضوء على القضية الكردية.
وأوضحت الصحيفة أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها أردوغان إفساد الإجماع الغربي، مفيدة أنه سبق وأن هدد الاتحاد الأوروبي بفتح المعابر أمام اللاجئين السوريين.
واعتبرت الصحيفة أن سياسات أردوغان ومواقفه موجهة في أغلب الأحيان إلى أنصاره لأنهم يسعدون من إفساده لشؤون الغرب والولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أنه سيتوجب على فنلندا والسويد اتباع دبلوماسية أكثر مرونة ودقة وتقديم بعض التنازلات لدفع أردوغان إلى تغيير موقفه العنادي.
وأفادت الصحيفة إن التحالفات بالسياسة الدولية أشبه بالعائلات في روايات تولستوي، إذ كانت غالبية الشخصيات تعيسة ولكل منها أسبابها الخاصة للشعور بالتعاسة وكان الأقارب الذين يتشاجرون باستمرار يضطرون إلى التنازل عن اختياراتهم وحقوقهم للتحالف سويا.
وأشارت الصحيفة إلى ورود الخطر في روايات تولستوي من العالم الخارجي وأن التمسك بالروابط الأسرية كان الوسيلة الوحيدة للنجاة بالروايات.
وذكرت الصحيفة أن عائلة “كارنينا” بالرواية الشهيرة تفككت وتشتت لابتعادها عن القيم الأسرية، كما شبهت الصحيفة أردوغان بشخصية آنا كارنينا مفيدة أن كليهما عجز عن رؤية الصورة الكبيرة.
هذا وشددت الصحيفة في مقالها على ضرورة تذكير قادة الناتو والاتحاد الأوروبي أردوغان بالقيم الأسرية كي لا تتشابه نهاية أردوغان بنهاية آنا كارنينا.