أنقرة (زمان التركية) – شهد الأسبوع الماضي رسائل لبنانية واضحة وصريحة للجانب الإيراني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية السعودية، أبلغ الرئيس اللبناني، ميشال عون، رئيس مجلس الأمن الوطني الإيراني، علي لاريجاني، بضرورة ارتكاز العلاقات بين البلدين على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.
في هذه الأثناء، تترقب الأوساط السياسية اللبنانية زيارة المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا، توم باراك، ونائب المبعوث الخاص للشرق الأوسط، مورجان أورتاجوس، إلى بيروت وسط توقعات بطرح أفكار جديدة بشأن قصة قصر السلاح على السلطة الشرعية.
وتأتي الزيارة في ظل الجدل المتصاعد عقب كلمة الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، التي رسمت مشهدا معقدا وأثارت ردود فعل واسعة.
وفي كلمته يوم الجمعة، اتهم قاسم الحكومة اللبنانية بتسليم لبنان إلى إسرار عبر قرار نزع سلاح حزب الله محذرا من احتمالية أن يتسبب هذا الأمر في حرب أهلية.
في المقابل، وصف رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، تصريحات قاسم “بالتهديد الضمني” مشددا على رفض السلطات اللبنانية تصريحات قاسم كليا.
ويرى المحللون أن المسؤولين اللبنانيين تبنوا موقفا أكثر حدة تجاه طهران وحزب الله الذين تراجعت قوتهما خلال التوترات الأخيرة مع إسرائيل.
وشدد عون وسلام يوم الأربعاء الماضي للاريجاني رفضهما لشتى محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للبنان وذلك بعد انتقاد إيران قرار نزع سلاح حزب الله.
وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين التي يتحدث فيه المسؤولون الرسميون بهذا القدر من الوضوح والصراحة مع الجانب الإيراني.
تعد إيران الداعم الرئيسي لحزب الله وتمده بالمال والسلاح منذ عشرات السنين.
قرار الحكومة، بشأن قصر حمل السلاح في لبنان على العناصر الأمنية والعسكرية الرسمية، والذي وصفه المعارضون لحزب الله “بالتاريخي”، يُعد جزء من تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية التي أنهت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، أكد سلام أنه من حق اللبنانيين اليوم الاستمتاع بالاستقرار، وأكد أن الدولة لن تستطيع النهوض بدون أمن واستقرار ولن تتلقى استثمارات وتمويل لإعادة الإنشاء مفيدا أن هذا الأمر لن يتحقق إذا لم يشعر المواطنين بالأمن وأن هذا الأمر يستوجب حصر السلاح.
ويتوقع البنك الدولي أن تبلغ تكلفة إعادة إعمار لبنان نحو 11 مليار دولار.
وتواصل إسرائيل غاراتها على مناطق مختلفة من لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، زاعمة استهدافها البنى التحتية لحزب الله ومخازن الأسلحة وقياداته.
ويهدد المسؤولون في إسرائيل بتوسيع العمليات العسكرية في لبنان في حال فشل نزع سلاح حزب الله، هذا وتواصل إسرائيل احتلال خمسة نقاط استراتيجية بجنوب لبنان.