أنقرة (زمان التركية) – كشف مسؤولون أمنيون وقضائيون أن لبنان وسوريا اتفقتا على تشكيل لجنتين لبحث مصير نحو ألفين سوري داخل السجون اللبنانية، ورصد المواطنين اللبنانيين المختفين داخل سوريا منذ سنوات وحل الأزمة الحدودية بين البلدين.
وجاء البيان الصادر يوم الإثنين عقب زيارة الوفد الذي ضم وزيرين سابقين ورئيس اللجنة الوطنية السورية للمفقودين إلى بيروت. وتعد هذه الزيارة الأولى منذ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأوضح مسؤول قضائي ومسؤولان أمنيان لبنانيين في حديثهم مع وكالة أسوشيتد بريس أن الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع ترغب في فتح صفحة جديدة مع لبنان وتمهيد الطريق لزيارة وزراء الخارجية والعدل لها غير انه لم يتحدد موعد لهذا بعد.
وقد تشكل الزيارة المرتقبة نقطة تحول بين البلدين الذين توترت علاقتهما منذ عشرات السنوات.
وتنتقد الإدارة السورية الحالية مشاركة حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في الصراع داخل سوريا مع قوات نظام بشار الأسد، بينما لا يزال العديد من اللبنانيين يشعرون بالاستياء من حكم سوريا المستمر منذ 29 عاما لجارتهم الأصغر التي حافظت على وجود عسكري هناك لمدة ثلاثة عقود حتى عام 2005.
وأكد المسؤولون أن اللقاءات التي أجريت مع نائب رئيس الوزراء اللبناني يوم الإثنين تضمنت السوريين المعتقلين داخل السجون الليبية مفيدا أن نحو 800 منهم تم اعتقالهم لأسباب أمنية كاعتداءات أو هجمات مسلحة.
ويقبع العديد من السوريين داخل السجون اللبنانية بدون أي محاكمة.
ويشير المسؤولون إلى بحث الطرفين أيضا مصير المواطنين اللبنانيين المختفين في سوريا والحدود بين البلدين التي يشيع بها التهريب وقضية 1.5 مليون لاجئ سوريين داخل لبنان هربوا من الصراع في سوريا قبل 14 عاما.
وذكر المسؤولون اللبنانيون أن الجانب السوري يرغب في إعادة النظر بالاتفاقيات الثنائية الموقعة في ظل حكم عائلة الأسد غير أن الجانب اللبناني اقترح عقد اتفاقيات جديدة تتضمن القضايا المعلقة بين البلدين.
منذ الإطاحة بنظام الأسد، زار رئيس وزراء لبنان سوريا، كما التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بنظيره السوري أحمد هشام على هامش القمة العربية التي أقيمت في القاهرة في مارس/ آذار الماضي.
هذا وكان البلدان وقعا على اتفاق لفتح سفارات في عام 2008 وشكل هذا أول اعتراف رسمي سوري بلبنان كدولة مستقلة منذ نيل استقلالها عن فرنسا في عام 1943.