أنقرة (زمان التركية) – أفادت تقارير أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، لمح إلى أن “تركيا قد تتحرك عسكريا إذا لم تتم عملية الاندماج لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بحلول شهر ديسمبر”.
جاءت تصريحات الشرع خلال لقائه مع خبراء بارزين في الشأن السوري في العاصمة دمشق.
وقال مدير مركز “عمران” للدراسات، عمر أوزكيزيلجيك، المشارك الوحيد من تركيا في الاجتماع، لصحيفة “مليت” التركية،إن الشرع في رده على أسئلة حول المفاوضات مع إسرائيل بعد الهجمات الأخيرة، كان حاسما في إجابته، وقال : “إذا كنتم تسألونني إن كنت أثق بإسرائيل، فالجواب هو لا، لا أثق”.
وأضاف: وصف الشرع هجمات إسرائيل على مبنى الرئاسة ووزارة الدفاع بأنها “إعلان حرب”. ومع ذلك، أشار إلى أنه لا يوجد خيار آخر سوى التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، مضيفا أن مدى التزام إسرائيل بهذا الاتفاق هو “مشكلة منفصلة”. وقال الشرع: “سوريا تعرف كيف تحارب، ولكنها لم تعد تريد الحرب”.
كما أشار الشرع وفق أوزكيريلجيك، إلى أن الأحداث التي اندلعت في منطقة السويداء ذات الأغلبية الدرزية وقعت قبل 4 أو 5 أيام فقط من قرب التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل بوساطة أمريكية، واصفا الأحداث بأنها “فخ معد خصيصا”.
وتطرق الشرع إلى مطالب “قسد” بـ”اللامركزية”، مشيرا إلى أن القانون السوري رقم 107 يضمن بالفعل 90% من اللامركزية. وقال إن “المجتمع السوري ليس مستعدا لمناقشة الأنظمة الفيدرالية، وإن جميع هذه المطالب هي في الواقع محاولات لإخفاء الانفصالية وراء تعريفات مختلفة”.
وعن لقائه الأول مع مظلوم عبدي، قال الشرع: “إذا كنت قد أتيت إلى هنا لتطالب بحقوق الأكراد، فلا تكلف نفسك عناء ذلك. فالمبدأ الأساسي بالنسبة لي هو أن الأكراد مواطنون سوريون متساوون. أنا أهتم بحقوق الأكراد أكثر منك”. وأضاف أن “اتفاق 10 مارس أوجد للمرة الأولى حلا مشتركا يدعمه كل من الولايات المتحدة وتركيا”.
ومع ذلك، أشار إلى أن “بعض الأجنحة داخل قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني قاموا بتخريب تطبيق الاتفاق وإبطاء العملية”. وأكد أن “الوضع القائم في شمال شرق سوريا يشكل تهديدا للأمن القومي التركي والعراقي، حتى بعد دعوة أوجلان إلى إنهاء الصراع”.
وكشف الشرع أنه أقنع تركيا، بعد سقوط نظام الأسد، بعدم شن عملية عسكرية على “قسد” ومنح فرصة للمفاوضات. وألمح إلى أنه “إذا لم تتم عملية الاندماج بحلول ديسمبر، فإن تركيا قد تتحرك عسكريا”.
وصرح الشرع بأنهم “على وشك التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل بوساطة أمريكية، وأن اتفاقا قد يتم توقيعه في الأيام القادمة”. وأوضح أن هذا الاتفاق سيكون “مشابها لاتفاق عام 1974″، مؤكدا أنه “لا يعني بأي حال من الأحوال تطبيعا أو انضمام سوريا إلى اتفاقيات إبراهيم”.
كما لفت إلى أن: رئيس سوريا سيحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى منذ 60 عاما، وهذا يشكل نقطة تحول تاريخية”. وأكد أن سوريا “أصبحت الآن جزءا من المنظومة الدولية ومنفتحة على العالم”، مشيراً إلى أن بلاده لم تعد “دولة تصدر المخدرات واللاجئين والإرهاب”. وأضاف أن “90% من تجارة المخدرات قد توقفت، وعاد مليون لاجئ سوري رغم أن عملية إعادة الإعمار لم تبدأ بعد”.
وأفادت تقارير بأن وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، سيزور واشنطن لممارسة الضغط من أجل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق بشكل دائم. وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن هذه الزيارة ستكون الأولى من نوعها لمسؤول سوري إلى الولايات المتحدة بعد سقوط نظام البعث.
ومن المتوقع أن يلتقي الشيباني ببعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، وأن تكون المفاوضات للتوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل على جدول أعماله. ومن المرتقب أن يلتقي اليوم بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.