أنقرة (زمان التركية) – بدأت القوات البحرية التركية تقديم دعم إنساني بحري وجوي لأسطول الصمود العالمي الذي يشق طريقه نحو غزة، ويقع حاليًا بين جزيرتي كريت وقبرص. وجاء هذا الدعم بالتزامن مع تعرّض أحد القوارب في الأسطول لعطل وبدء تسرّب المياه إليه، مما استدعى إجلاء ركابه بالتنسيق مع القوات التركية المتواجدة في المنطقة.
وبعد دعم سابق من إيطاليا وإسبانيا، بدأت القوات البحرية التركية هي الأخرى بتقديم الدعم لأسطول الصمود العالمي الذي يبحر في البحر المتوسط حاملًا مساعدات إنسانية لغزة. وعلى الرغم من ذلك، لم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من وزارة الدفاع الوطني أو وزارة الخارجية التركية.
وقد قام نشطاء في الأسطول بتصوير سفينتين حربيتين تركيتين تقتربان من الأسطول في عرض البحر. كما تبيّن أن طائرات دورية وسفن مسيّرة تابعة للقوات البحرية، ومقرها في قيادة القاعدة الجوية البحرية بدالامان في موغلا، تنفذ أنشطة استكشاف ومراقبة فوق أسطول الصمود في عرض البحر الأبيض المتوسط.
وجاء نداء الاستغاثة بعد تعطل قارب باسم (*Johnny M) التابع لأسطول الصمود العالمي الذي يهدف لكسر الحصار على غزة، وبدء تسرّب المياه إليه. وعلى إثر ذلك، أفاد النشطاء في الأسطول بأنه تم نقل بعض الركاب إلى قوارب أخرى بالتنسيق مع تركيا، فيما تم نقل أربعة أشخاص إلى تركيا.
وعُلم أن السفن العسكرية التركية تتواجد حاليًا في منطقة الأسطول في إطار عملية “درع المتوسط” وهي من الأنشطة المخطط لها لقيادة القوات البحرية، وأن هذه السفن قد تستجيب لأي نداءات استغاثة إنسانية محتملة.
ووفقًا للمعلومات الواردة من أسطول الصمود والصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، تتواجد سفينتان حربيتان على الأقل تابعتان للقوات البحرية التركية على مقربة من الأسطول، الذي يبعد مسيرة ثلاثة أيام عن غزة.
وفي بث مباشر على قناة Halk TV، أكدت الصحفية والناشطة سمانور سونماز يامان، وهي إحدى الراكبات على متن الأسطول، حصولهم على معلومات تفيد بوجود سفن من البحرية التركية بالقرب منهم. وأعربت يامان عن سعادتها بوجود القوات البحرية التركية على مقربة لتقديم الدعم الإنساني عند الضرورة، قائلة: “بصراحة، لا نعرف أي سفينة تابعة لمن لأنها بعيدة جدًا”، وشهدت أيضًا على تحليق طائرات مسيّرة في المنطقة.
وسبق أن تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية ويونانية عن دعم تركي لأسطول “الصمود العالمي” المتوجه إلى قطاع غزة.
وفقاً لصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، فقد نشرت تركيا طائرات مسيرة عالية الارتفاع وطويلة المدى في المنطقة خلال اليومين الماضيين، وأشارت إلى أن الطائرات المسيرة من نوع “أنكا-إس” التركية الصنع يمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى 30 ساعة والعمل على ارتفاع 30 ألف قدم، مما يمكنها من المراقبة دون أن يتم اكتشافها. وقد جذبت الطائرات المسيرة التركية من نوعي “أنكا” و”بيرقدار” الانتباه ليس فقط لقدراتها في المراقبة، بل أيضاً لإمكانياتها في الاستطلاع بعيد المدى والحرب الإلكترونية.
في الوقت نفسه، أفادت تقارير يونانية بوجود فرقاطة تركية في المنطقة، بينما يقوم خفر السواحل اليوناني بمراقبة مكثفة للأسطول. كما زعمت مصادر أن طائرات يونانية من طراز F-16 كانت تحلق بالقرب من الأسطول. وأضافت التقارير أن إيطاليا وإسبانيا أعلنتا عن إرسال سفن حربية لمراقبة ودعم أسطول المساعدات، حيث أرسلت إيطاليا سفينة ثانية وصلت إحداها إلى المنطقة في 25 سبتمبر/أيلول. كما أضافت منظمة “الطوارئ” غير الحكومية سفينة الدعم الكبيرة “دعم الحياة” إلى أسطولها.