أنقرة (زمان التركية) – رد الرئيس رجب طيب أردوغان، على زعيم المعارضة الذي يرفض الاستثمارات الأمريكية المنتظرة بحقل بيليكوفا للعناصر الأرضية النادرة في إسكي شهير، للحفاظ على موارد الطاقة للأجيال القادمة.
وأوضح أردوغان عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء، أن بيليكوفا بها ثاني أكبر حقل للعناصر الأرضية النادرة في العالم يحتوي على 694 مليون طن من الموارد الطبيعية، مع التركيز على عناصر الباريت والفلوريت كأبرز مكوناته.
في تصريحاته بعد الاجتماع، شدد الرئيس أردوغان على دحض “الادعاءات الباطلة للمعارضة” الرئيسية المتعلقة بأمن إمدادات الطاقة في تركيا.
وقال: “نرد على هذه الاتهامات واحدة تلو الأخرى. اليوم، نلبي احتياجات 4 ملايين أسرة من الغاز الطبيعي عبر حقل صقاريا، وسيصل هذا العدد إلى 8 ملايين أسرة في 2026، وبإذن الله إلى 16 مليون أسرة بحلول 2028. كما سنطلق قريبًا أول محطة كهرباء في أكويو، وسنستمر في الاستثمارات النووية رغم انتقادات المعارضة التي تتحدث عن تأثيرها على الأسماك. وأود أن أصحح الرواية المشوهة للمعارضة”.
وأضاف الرئيس: “في منطقة بيليكوفا بإسكي شهير، حددنا 694 مليون طن من الموارد. ونعرض معادننا في الأسواق العالمية بقيمة مضافة عالية. تلعب العناصر الأرضية النادرة دورًا حاسمًا في قطاعات حيوية تشمل صناعة الدفاع، الطاقة المتجددة، السيارات الكهربائية، تقنيات الاتصالات، والفضاء”.
وكشف أردوغان عن تفاصيل الاستكشافات، مشيرًا إلى إجراء 125 ألف متر من أعمال الحفر في 310 مواقع متنوعة داخل المنطقة.
وأكد أن هذه الجهود أسفرت عن تحديد 694 مليون طن من الموارد، مع التركيز على العناصر الأرضية النادرة إلى جانب الباريت والفلوريت، مما يعزز مكانة تركيا كقوة عالمية في هذا المجال.
العناصر الأرضية النادرة
وقال تقرير لوكالة بلومبرج، إن تركيا تسعى لإقامة شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة لتطوير احتياطيات العناصر الأرضية النادرة في منطقة بيليكوفا بإسكي شهير، بعد تعثر المحادثات مع الصين وروسيا.
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، هاجم الرئيس أردوغان بشدة خلال خطاب في البرلمان، قائلاً: “لقد ساوم على العناصر الأرضية النادرة الاستراتيجية.. إنه يعطي مناجم بيليكوفا الثمينة لترامب مقابل شرعية سياسية”.
وأضاف أوزيل محذرًا: “إذا استخرجتم هذه ‘الإوزة التي تبيض ذهبًا’ وأعطيتموها لترامب، فسيقوم بمعالجتها ويبيعها لكم في العام المقبل.. سيُنفق أحفادنا بعد 30 عامًا وهم في حيرة من أمرهم. لا يمكننا قبول أن تُعطى ‘الإوزة الذهبية’ لترامب مقابل بيضتين فقط!”
تُعد العناصر الأرضية النادرة مواد خام حيوية للتقنيات المتطورة، بدءًا من الرؤوس الحربية النووية ووصولاً إلى طائرات إف-35. ومع هيمنة الصين على أكثر من 80% من الإنتاج العالمي، تسعى واشنطن جاهدة لكسر هذا الاحتكار.
