أنقرة (زمان التركية) – في تصريحات لافتة، أكد توم باراك، السفير الأمريكي في أنقرة والممثل الخاص لسوريا، أن تركيا وإسرائيل لن تتورطا في صراع عسكري، بل ستشهدان تعاونًا واسعًا يمتد من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقال باراك: “لن تتقاتل تركيا وإسرائيل، وسوف ترون تعاونًا يغطي المنطقة بأكملها”. وأشار إلى اقتراب البلدين من “أرضية مشتركة” مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يصفها بأنها ذات صلة بحزب العمال الكردستاني (PKK).
جاءت هذه التصريحات خلال مشاركة باراك في منتدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، حيث قدم نظرة عامة على سياسات إدارة واشنطن في الشرق الأوسط.
وأشاد باراك بدور تركيا في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، قائلًا: “لولا تركيا، لما تحقق هذا الوقف. شكر الرئيس ترامب الرئيس أردوغان أربع مرات”. وأضاف أن أردوغان وقطر قاما “بعمل رائع”، مشيرًا إلى أن علاقات تركيا بحماس ورفضها تصنيفها كمنظمة إرهابية ساهما في نجاح المفاوضات.
وأثنى باراك على “جهود السلام” التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، مؤكدًا أنه “غيّر رقعة الشطرنج تمامًا في المنطقة”. وشدد على أن حربًا بين تركيا وإسرائيل “لن تحدث”، مع توقعات بتعاون استراتيجي واسع.
كما كشف عن مفاوضات جارية بين الحكومة السورية وقسد، التي يشكل حزب العمال الكردستاني عمودها الفقري، قائلًا: “نحن قريبون جدًا من إيجاد أرضية مشتركة مع قسد”. وانتقد باراك السياسات الغربية منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية، واصفًا إياها بـ”الموقف الاستعماري” الذي “لم يجدِ نفعًا” وأدى إلى انهيار نماذج قديمة.
في سياق متصل، كشفت تقارير استخباراتية تركية عن انضمام نحو 2000 عضو من حزب العمال الكردستاني إلى وحدات حماية الشعب (YPG)، الفرع السوري للمنظمة، بعد مغادرتهم تركيا. جاء هذا التطور في إطار عملية “تركيا خالية من الإرهاب”، التي انطلقت بتصريحات دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية، في البرلمان التركي.
وفقًا لصحيفة “تركيا”، تم تحديد مواقع هؤلاء العناصر عبر الحدود منذ بداية العام الجاري، وأكدت أجهزة الاستخبارات التركية هذه المعلومات. من المقرر مناقشة الموضوع في اجتماع لجنة برلمانية هذا الأسبوع، حيث ستقدم وكالة الاستخبارات الوطنية (MIT) تقريرًا مفصلًا عن التطورات الأخيرة.
تتوقع أنقرة اكتمال تفكيك قسد قريبًا، مما سيؤثر مباشرة على العمليات الأمنية. وتعترض تركيا بشدة على انضمام هؤلاء الأفراد إلى أي تشكيل عسكري جديد تابع لدمشق، معتبرة ذلك تهديدًا لأمنها القومي.
هذه التطورات تعكس تحولات إقليمية معقدة، حيث تسعى الولايات المتحدة لتوفيق المصالح بين أطراف متضاربة، وسط جهود لإعادة رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط.



















