أنقرة (زمان التركية) – كشف أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “HBS” للأبحاث عن مفاجأة سياسية غير متوقعة في المشهد التركي؛ فبينما حافظ حزب الشعب الجمهوري على صدارته بنسبة 28.3%، وتلاه حزب العدالة والتنمية بنسبة 24.6%، برزت فئة “الناخبين المترددين” كقوة سياسية ثالثة في البلاد. وحصد المترددون نسبة 17.4%، ليتجاوزوا بذلك أحزاباً عريقة وذات ثقل انتخابي مثل حزب الحركة القومية وحزب المساواة الشعبية والديمقراطية.
وأثار هذا الصعود القوي لكتلة المترددين اهتمام القوى السياسية؛ إذ اعتبر غوكهان غونيدين، نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري، أن هذه النسبة هي الأعلى في تاريخ استطلاعات الرأي الأخيرة. وأوضح غونيدين عبر حساباته الرسمية أن هؤلاء الناخبين يمثلون فئة “غير راضية” عن الأداء الحالي للحكومة والوضع القائم، لكنهم في الوقت ذاته يبحثون عن بدائل وحلول ملموسة، مما يجعلهم الكتلة الحرجة التي ستحدد هوية الفائز في أي انتخابات قادمة.
وأظهرت الدراسة، التي شملت عينة من 2000 ناخب وتمت عبر مقابلات شخصية في أواخر ديسمبر، تراجعاً ملحوظاً في حصص الأحزاب الأخرى أمام زحف المترددين. فقد اكتفى حزب المساواة الشعبية والديمقراطية (DEM) بنسبة 6.0%، يليه حزب الحركة القومية (MHP) بنسبة 5.2%، وحزب الجيد (İYİ Parti) بنسبة 5.0%. كما سجلت أحزاب مثل “النصر” و”إعادة الرفاه” نسباً تراوحت بين 3% و4%، مما يعزز فرضية وجود “فجوة ثقة” بين الشارع والمنصات الحزبية التقليدية.
يأتي نشر هذه النتائج في وقت حساس، حيث يسعى حزب الشعب الجمهوري لاستثمار حالة “عدم الرضا” لدى المترددين من خلال تقديم خطاب يركز على الحلول الاقتصادية والاجتماعية. ويرى مراقبون أن بقاء نحو 17% من الناخبين دون حسم خياراتهم يعكس حالة من “الانتظار والترقب” لمشاريع سياسية قادرة على إحداث تغيير حقيقي، وهو ما يضع جميع الأحزاب أمام تحدي استقطاب هذه “القوة الصامتة” قبل فوات الأوان.



















