بقلم: عبد السلام كمال أبو حسن
أنقرة (الزمان التركية): لاتزال العلاقات بين تركيا وإيران مستمرة رغم كل الأحداث الجارية في سوريا والعراق واليمن ودرو إيران المعروف للجميع في هذه البلاد.
وأكثر ما يثير الاستغراب خطابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يدافع فيها عن سوريا وحقوق السوريين ويغفل دور إيران في سوريا ودعمها لبشار الأسد إلى حد دعمه بمليشيات إيرانية وقادة عسكريين، ورغم كل هذا لم يوجه أردوغان انتقادا واحدا لإيران وما تقوم به من قتل للابرياء في العراق وسوريا ودعمها للحوثين في اليمن!.
فلماذا تصر تركيا على العيش في دور عدم المدرك أو تتغافل عمدا عن دور إيران في المنطقة؟، في حين أن أيران تسعى بين وقت وآخر إلى اتهام تركيا بأنها من تقف خلف التنظيمات الأرهابية، وآخر هذه الاتهامات اتهام إيران لتركيا بأنها من ترسل أسلحة للحوثيين في اليمن عن طريق شركة تركية، والتي أظهرت التحقيقات فيما بعد أنها شركة إيرانية حسب ما نقلته وكالة جيهان للانباء قبل ذلك.
ثم إن دور تركيا التي دافعت فيها عن إيران أثناء المباحثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني بدا وكأنها تدافع عن برنامجها هي عن طريق هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية حاليا والذي كان يمثل تركيا في هذه المباحثات، وأثار ذلك استغراب الحاضرين مما دفعهم للتعبير عن هذا في وسائل الإعلام، فلماذا أغلقت تركيا عينيها ودعمت هذه المباحثات، على الرغم من خطورة امتلاك دولة مثل إيران لأسلحة نووية.
ولو نظرنا إلى العلاقات بين إيران وتركيا لوجدنا، أن العلاقات ما زالت تتسم بالقوة والمتانة رغم الاختلاف والتناقض بين البلدين على أرض الواقع خاصة في القضايا المتعلقة بسوريا والعراق، فنجد أن الزيارات بين البلدين على المستوى الدبلوماسي لم تتغير فما زالت الزيارات تستمر بصفة دورية، حتى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف إيران أكثر من مرة بأنها بيته الثاني.
ولم تقتصر العلاقات بين البلدين فقط على التعاون الدبلوماسي بل انتقلت إلى التعاون الاستخباراتي، ويظهر هذا من خلال ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية في 2013، أن المخابرات التركية كشفت عن شبكة تجسس إسرائيلية على إيران تضم 10 أعضاء نشطوا في الأراضي الإيرانية.
حتى وبعد الفضيحة الاستخبارية التي وقعت في تركيا في عام 2013 بعدما كشفت قوات الأمن التركية أجهزة تصنت في مكتب رئاسة المغتربين الأتراك التابعة لرئاسة الوزراء، والتي أظهرت التحقيقات فيما بعد أن كل من “فاطمة..” و”عزيمة..” اللتين ساهمتا في تأسيس حزب العدالة والتنمية قبل ذلك عام 2001، تعملان لصالح المخابرات الإيرانية.
وقامت الصحف التركية آنذاك بنشر تفاصيل هذه القضية، إلا أن الحكومة التركية لم تعرها أي اهتمام أو تعقب عليها.
وهنا نسأل لماذا لم تقف تركيا موقفا حازما في وجه إيران؟
ولماذا تتغافل تركيا عما تقوم به إيران من دور في سوريا والعراق واليمن؟