إسطنبول (زمان التركية)ــ تزعم الحكومة التركية إتخاذها كل الخطوات اللازمة من أجل توفير مناخ آمن للاجئين السوريين يساعدهم في العودة الي بلادهم، ذلك في وقت يشعر فيه الأتراك بتزايد أعباء اللاجئين، بينما ينظر إلى التصريحات الرسمية حول اللاجئين كمبرر للمزيد من التوسعات التركية.
وصرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن 291 ألفًا و790 لاجئاً سوريٍا عادوا إلى بلادهم بعد عملتي درع الفرات وغصن الزيتون اللتين نفذتهما تركيا عبر الحدود في شمال سوريا والتي قضت فيها علي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية عام 2016، كما انتزعت أنقرة في العملية الثانية (غصن الزيتون) هذا العام السيطرة على منطقة عفرين من قوات كردية سورية وبذلك دخل الجيش التركي إلى شمال غرب سوريا وأنشأ بهما منطقة عازلة.
وأكد صويلو في كلمته أنه لا يوجد مكان على وجه الأرض يمكن للإنسان أن يعيش فيه بسلام وطمأنينة للأبد مثل أرضه وبلده، موضحًا أن الناس تهرب من أشياء بعينها ويلجأون للهجرة إلى أماكن أخرى أو يدفعون لذلك، والتاريخ مليئ بتلك الأحداث لأسباب مختلفة من احتلال أو مجاعات أو جفاف.
ورغم تصريحات سليمان سويلو حول صعوبة الاستقرار في بلد غير الموطن الأصلي لصاحبه إلا أنه عندما كشف هذا الأسبوع ميلاد 380 ألف طفلًا سوريًا داخل تركيا دعا وزير الداخلية “سوليو”البرلمان إلى تقديم يد العون والسماح بمنح هؤلاء الأطفال الجنسية التركية فور ولادتهم. كما أن تركيا منحت جنسيتها إلى 55 ألف سوري خلال السنوات السبع الماضية.
وهنا يطرح التساؤل الأهم حول إمكانية عودة المزيد من اللاجئين السوريين إلى ديارهم عقب تنفيذ عملية شرق الفرات العسكرية؟ التي لوحت بها تركيا، ثم أعلنت مؤخرًا تأجيلها عقب الإعلان الأمريكي المفاجئ بسحب الجيش الامريكي من سوريا. أم أن هذه التصريحات تأتي لتبرير العمليىة العسكرية وكسب التأييد الشعبي لها.
وكان صويلو أشار إلى أن تركيا قد ألقت القبض على أكثر من 250 ألف مهاجر غير شرعي خلال عام 2018، لكنه لم يحدد جنسياتهم. وأضاف أن ذلك يمثل قفزة بأكثر من 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
كما أشاد بجهود الشرطة وقوات الأمن وحرس الحدود المكثفة في التصدي للهجرة غير الشرعية والتي نجحت في كبح تدفق المهاجرين بشكل غير مشروع إلى دول في غرب أوروبا.
وكانت تركيا إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية لأكثر من مليون مهاجر من الشرق الأوسط وأفريقيا الذين عبروا البحر إلى أراضي الاتحاد الأوروبي في عام 2015.
وتراجع تدفق المهاجرين بشدة بسبب اتفاق أبرمته أنقرة والاتحاد الأوروبي في 2016 لإغلاق الطريق أمام اللاجئين بعد أن لقي المئات حتفهم أثناء العبور إلى جزر يونانية.
يشار أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ 3.5 مليون لاجئ سوري فروا من الصراع في سوريا للبحث علي حياة آمنة في تركيا، وبسبب كثرة العدد في وقت تمر به تركيا بأزمة إقتصادية كبيرة يعتبرهم بعض الأتراك عبئا اقتصاديا، وشهدت بعض المدن التركية ردود فعل عنيفة تجاه السوريين.