لاهاي (زمان التركية) – رفع نشطاء تركستان وأجانب أول دعوى لدى المحكمة الدولية في لاهاي، للتحقيق مع الحكومة الصينية في الانتهاكات التي يتعرض لها الأويغور، باعتبارها “جرائم ضد الإنسانية”، وتطبيق عقوبات عليهم.
وتقدَّم مجموعة من المحامين ممثلين عن حكومة تركستان الشرقية في المنفى و”حركة اليقظة الوطنيين لتركستان الشرقية”، بطلب فتح تحقيقات مع عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الصين، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، بتهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، اضد الأتراك الأويغور في إقليم تركستان الشرقية.
وتأتي الدعوى بعد أن وافق الكونجرس الأمريكي الشهر الماضي على قانون يسمح بفرض عقوبات على مسؤولين صينيين بسبب الانتهاكت التي تتعرض لها أقلية الأويغور الذين تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (تركستان).
وبحسب المذكرة المقدَّمة من مجموعة المحامين على رأسهم المحامي البريطاني روديني ديكسون، شملت قائمة التهم الموجهة للمسؤولين الصينين بارتكاب جرائم ضد الشعوب التركية من أويغور وكازخ وقرغيز، مايلي: المذابح، ومعسكرات الجمع، والتعذيب، والاختفاء القسري، وفحص حالات الولادة عنوة، والإصابة بالعقم، وأخذ الأطفال من عائلاتهم وإيداعهم في دور أيتام تابعة للدولة أو مدارس داخلية، وحظر استخدام الأبجدية الأويغورية في المدارس، وزيادة المراقبة والتشديد الأمني على الأويغور القبائل التركية الأخرى، وتجارة الأعضاء واتخاذ تدابير قمعية ضد معتقداتهم الدينية.
وأوضحت المذكرة أن المواطنين الأويغور الفارين من الصين إلى دول مثل طاجيكستان وكمبوديا، يتم تسليمهم إلى السلطات الصينية، ويتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان عند وصولهم.
ويتعرض الأيغور المسلمين وفق منظمات دولية لقمع وتعذيب من قبل حكومة الصين داخل معسكرات وسجون جماعية، تزعم حكومة الصين أنها مراكز تدريب وتأهيل.
وأوضحت الأمم المتحدة أن أعداد الأويغور داخل تلك المراكز بلغت نحو مليون شخص، وهم يتعرضون لعمليات “غسيل عقول” وإبادة، بينما تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الرقم قد يصل إلى نحو 3 ملايين شخص.
وتتهم منظمة “هيومن رايتس ووتش” الصين “بالاعتقال التعسفي الجماعي والتعذيب وإساءة معاملة المسلمين الأتراك في شينجيانغ وفرض ضوابط متزايدة على الحياة اليومية.
تركيا تخذل الأويغور
وبعدما كان الرئيس التركي رجب أردوغان يتبنى قضية الأويغور ويهاجم الحكومة الصينية في المحافل الدولية، تراجع عن فعل ذلك مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في تركيا، وتجاهل الصين لتركيا في مشروع طريق الحرير الجديد.
ووصل الأمر إلى درجة أن الرئيس التركي رجب أردوغان ناقض مواقفه السابقة المدافعة عن الأيغور، حيث نقل عنه التليفزيون الرسمي في الصين خلال زيارته إلى بكين في آذار/ مارس العام الماضي قوله إن “الأيغور يعيشون حياة سعيدة في إقليم سنجان”.
تصريحات أردوغان الصادمة للأيغوريين الداعمة لسياسات الحكومة الصينية ضد أبناء جنسه، فسرها مراقبون بأنها محاولة من أردوغان للتقرب من حكومة بكين، بغية أن تكون منقذًا للاقتصاد التركي المتعثر.
وفي إطار التفاهمات الجديدة رحلت حكومة أردوغان عددًا من مسلمي الأيغور إلى الصين، بموجب باتفاقية “تسليم المجرمين” بين أنقرة وبكين.