أنقرة (زمان التركية)- خرج عشرات الآلاف إلى شوارع إيطاليا من أجل غزة، وأُغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد، وتوقفت خدمات القطارات، وأُغلقت الموانئ. وبينما رفضت حكومة روما الاعتراف بفلسطين، عبّر الشعب عن استيائه من صمت الحكومة وطالب بإنهاء التعاون مع إسرائيل.
نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع من أجل فلسطين في جميع أنحاء إيطاليا. وأُغلقت المدارس، وتوقفت خدمات القطارات، وأُغلقت الموانئ والطرق.
كانت هذه المظاهرات أكبر احتجاج في أوروبا ضد هجمات إسرائيل على غزة. وتجاوزت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في إنجلترا.
جاءت المظاهرات بعد أن استعدت فرنسا والعديد من البلدان للاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة. وكانت المملكة المتحدة، وأستراليا، والبرتغال، وكندا قد أعلنت قرارات الاعتراف خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لكن حكومة روما رفضت الاعتراف بفلسطين. وكانت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني قد صرحت في وقت سابق بأن الاعتراف بفلسطين قد يكون “أكثر ضررًا من نفعه”.
وقالت ميلوني: “إذا تم الاعتراف بشيء غير موجود على الورق، فقد يبدو أن المشكلة قد حُلت، لكنها لن تُحل”. إلا أن هذا التصريح لم يكن كافيًا للشعب الإيطالي.
دعت النقابات المستقلة في جميع أنحاء البلاد إلى إضراب عام لمدة 24 ساعة يوم الاثنين، بهدف إظهار التضامن مع شعب غزة.
وجاءت الدعوة بسبب سلبية الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة. وتجمعت حشود في 75 مدينة على الأقل، من ميلانو إلى باليرمو.
وفي جنوة وليفورنو، توقف عمال الموانئ عن العمل وشاركوا في الإضراب العام، قائلين إن إيطاليا تُستخدم كقاعدة لشحن الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي روما، تجمع أكثر من 20 ألف شخص أمام محطة تيرميني. ورفع الحشد الأعلام الفلسطينية وهتفوا “فلسطين حرة”.
ودعا الإضراب الذي حمل شعار “لنوقف كل شيء” الحكومة إلى تعليق التعاون التجاري والعسكري مع إسرائيل.
كما أعرب المشاركون عن دعمهم لأسطول الصمود العالمي الذي يهدف إلى كسر حصار غزة. وأعلن المنظمون أن 50 ألف شخص ساروا في ميلانو.
وفي بولونيا، قالت الشرطة إن هناك أكثر من 10 آلاف شخص. ووقعت توترات في ميلانو، حيث حاول بعض المتظاهرين الذين يرتدون ملابس سوداء اقتحام مدخل محطة القطار.
وفي الاشتباكات مع الشرطة، أُلقيت قنابل دخان وحجارة وزجاجات. وردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
واعتُقل 10 أشخاص على الأقل، وأُصيب أكثر من 60 شرطيًا. ونددت ميلوني بالعنف. وقالت: “العنف والتخريب لا علاقة لهما بالتضامن”.
وردّت الحكومة على الاحتجاجات. وقالت ميلوني: “هذا العنف والتخريب لا يغيران حياة الناس في غزة”.
أما الإيطاليون فلهم وجهة نظر مختلفة. وقالت فيديريكا كاسينو، 52 عامًا، والتي شاركت في احتجاجات روما لصحيفة الغارديان: “يجب أن تتوقف إيطاليا اليوم. لا يمكننا أن نصمت في مواجهة التقارير التي تتحدث عن مقتل الأطفال وتدمير المستشفيات”.
وحافظت الحكومة على موقفها الحذر. ووصف وزير النقل ماتيو سالفيني المظاهرات بأنها “تحرك سياسي لنقابات يسارية متطرفة”، وقال إن الحدث كان يساريًا بالكامل.