القاهرة (الزمان التركية): تحظى اللغة العربية بمكانة كبيرة في قلوب وعقول الأمة العربية وحتى غيرها من الأمم، فهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية وأشرف اللغات وأكثرها ثراء، لذلك كان الإقبال على تعلم اللغة العربية ومعرفة قواعدها في تزايد مستمر من غير الناطقين بها.
ونظرا لاختلاط اللغة العربية باللهجات المختلفة في الدول العربية أخذت مجموعة من شباب العالم العربي على عاتقها مهمة إطلاق مبادرات عديدة لتصحيح الأخطاء اللغوية المنتشرة في القراءة والكتابة، وكانت من بين هذه المبادرات مبادرة” صحح لغتك” التي حققت نتائج طيبة.. “الزمان التركية”التقت صاحب هذه المبادرة الشاعر محمود سلام في هذا الحوار:
بصفتك صاحب فكرة” صحح لغتك” هل يمكن أن تعرفنا بنفسك؟
محمود سلام أبو مالك، باحث لغوي، تخرَّجتُ في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وأطلقتُ مبادرة”صحح لغتك”، التي تعاونتُ من خلالها مع عدد من دور النشر العربية في تصحيح إصداراتهم لُغويًّا. لي عدد من الدواوين الشعرية، وأستعدُّ لإصدار كتاب (صحح لغتك) حول الأخطاء الشائعة في اللغة العربية.
– ما هي الأسباب التي دفعتك لطرح مثل هذه المبادرة؟
أطلقتُ المبادرة على الفيس بوك، لتنقية بيئتنا من التلوث اللغوي المنتشر، ورصد أكثر الأخطاء الشائعة التي أصبحت تحاصرنا في الشوارع والمنشورات وحتى على أغلفة الكتب.
وتقديم اللغة إلى جماهير الفصحاء بأبسط الطرق، بعيدًا عن التعقيدات التي زهَّدت الكثيرين في تعلُّم لغتهم.
– متى خطرت بعقلك هذه الفكرة، وهل كنت تظن أن تلقي قبولا من المتابعين لك، في ظل نفور كثير من الناس من اللغة العربية لكثرة قواعدها حتى أن بعض الناس شبهها بأنها مثل دروس الرياضيات؟
كنت أمارس الفكرة بشكل فردي عبر حسابي الشخصي على فيسبوك، شأني شأن كل محبي اللغة الذين يكتبون عنها وبها ولها على صفحاتهم، خلال السنوات الماضية، لكن المبادرة انطلقت بشكل فعلي على فيسبوك في ديسمبر 2014، والحقيقة أن انطلاقها كان ارتجاليًّا تلقائيًّا، لم أكن أتوقع نتائجه الباهرة إلى هذا الحد.
-كيف ترى وضع اللغة العربية في عالمنا الحالي وما هي الحلول للتغلب على هذا الوضع؟
اعتدتُ ألا يستهويني لعنُ الظلامِ فأنشغل به عن إشعال شمعة “فقط شمعة”.
لذلك دعني أخبرك بأنني متفائل بهذه الصحوة اللغوية التي فوجئتُ بها من عددٍ غير قليل في مختلف الأقطار العربية بل وغير العربية، والتي تبشّر بجيلٍ من المهتمين بلغتهم، الغيورين عليها، الواقفين على ثغرها، فخورين برسالتهم مهما كانت جهودهم فردية.
– هل يمكن أن تحدثنا عن أكثر عمل نال إعجابك أثناء مراجعته؟
أخشى إن تحدثتُ عن عملٍ واحدٍ أن أظلمَ غيرَه من الأعمالِ، خصوصًا أنني مذ ضربتُ في وادي التصحيح بسهمٍ، وأنا أختار الأعمال التي يوضع عليها اسمي (مصححًا لغويًّا) بعناية، فلا أقبل من الأعمال ما لا أرضى عن مستواه الفني، حرصًا على اسمي من جهة، وعلى القارئ العربي الجدير بأن تقدمَ له مبادرة “صحح لغتك” كتبًا قيمةً من جهةٍ أخرى.
لكن على سبيل المثال لا الحصر سعدتُ بمراجعة ديوان الشاعر محمد القليني، (أركض طاويًا العالم تحت إبطي) وضبطه ضبطًا تامًّا بالشكل، ففاز بفضل الله به بالمركز الأول في الشعر الفصيح بمسابقة أخبار الأدب.
كما سعدتُ بمراجعة اثنين من روائع الشعر العمودي والتفعيلي، وهما ديوان (ما لا يرى البلور) للشاعر وفيق جودة، وديوان (نهر الحب) للشاعر أحمد عبد الوهاب.
على صعيدٍ آخر سعدتُ بالتعاون مع المبدع نادر أسامة بمراجعة ترجمته لروايتين من روائع الأدب العالمي (الحديقة الجوراسية) و(اتصال) لكارل ساجان.
ولا يتسع المقام لذكر الأعمال الكثيرة الأخرى، التي لا تقل أهمية عما ذكرتُ، من مجموعاتٍ قصصية وروايات ودواوين شعر فصيح وعامّي، جميعها نفتخر به، ونؤمن به تمام الإيمان.
– في النهاية هل لك أن تحدثنا قليلا عن بعض أعمالك الأدبية؟
بدأت علاقتي بالشعر قبل 11 عامًا، ولي عدد من دواوين الشعر مثل (عودة 2007، ولحظة 2008، وواحد 2012) ما طبعته طبعاتٍ خاصة محدودة. وأنوي بإذن الله أن أنشر في معرض الكتاب 2017 ديوان (رباعيات أبو مالك) وفيه أضمُّ عددًا من رباعياتي الشعرية العامية. بالتوازي مع كتاب (صحح لغتك) الذي أعده مشروعي اللغوي الأكبر، أرصد فيه الأخطاء اللغوية الشائعة، وأسأل الله أن يتمّه وأن يجعله إضافة إلى مكتبة الأمّة العربية، بما يليق بالفصحى وأهلها.
https://youtu.be/VUtfMvlkhL0