أنقرة (رويترز) – أكد رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا محمد جورماز أن إعلان المقاتلين المتشددين الإسلاميين في العراق الخلافة الإسلامية يفتقر إلى الشرعية، مشددا على أن تهديداتهم للمسيحيين بالقتل تشكل خطرا على النسيج الحضاري هناك.
واستولت جماعة الدولة الإسلامية، وهي مجموعة كانت متحالفة في السابق مع تنظيم القاعدة، على أجزاء كبيرة من العراق الشهر الماضي وأعلنت قيام الخلافة وولت قائدها إبراهيم البغدادي خليفة، وهو اللقب التاريخي الذي حمله آخر سلطان تركي عثماني كان يحكم في ذلك الوقت جانبا كبيرا من العالم الإسلامي.
وقال جورماز، وهو رئيس السلطة الدينية الأعلى في تركيا التي تبنت نظاما علمانيا منذ عشرينيات القرن الماضي على الرغم من كون أغلبية سكانها من المسلمين: ” إن مثل هذه الإعلانات لا شرعية لها بأي شكل من الأشكال.”
وأضاف في مقابلة مع رويترز “منذ إلغاء الخلافة، هناك بعض المجموعات التي اعتقدت أنه يمكنها توحيد العالم الإسلامي عبر إعادة تأسيس الخلافة ولكن هذا التفكير لا علاقة له بالواقع سواء من وجهة نظر سياسية أو دينية.”
ونبه جورماز إلى أن التهديدات بالقتل لغير المسلمين التي وجهتها المجموعة المعروفة سابقا باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” داعش” تتسبب بضرر بالغ.
وأضاف: ” الموقف الذي اتخذوه من المسيحيين بالغ السوء، وعلى الشيوخ المسلمين أن يركزوا على هذا الأمر إذ أن عدم القدرة على الحفاظ على وجود الأديان والثقافات الأخرى بشكل سلمي ينذر بانهيار حضاري.”
ومنذ استيلاء الدولة الإسلامية على شمال العراق في يونيو حزيران الماضي هرب المسيحيون من مدينة الموصل- حيث تمركز المقاتلون المتشددون- بعد أن خيروهم بين أن يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية أو القتل.
ويعتبر الوجود المسيحي في الموصل بين الأقدم في العالم.
ويحتل جورماز موقعا يخوله التشكيك في مطالبة البغدادي بكرسي الخلافة إذ أنشئ منصبه عام 1924 ليحل محل شيخ الإسلام، وهو مفتي السلطنة العثمانية الذي كان يصادق على حكم الخلفاء الجدد وكان أيضا مستشارا أعلى للشؤون القانونية.
وأضاف جورماز أنه لا يمكن للمسلمين أن يتوحدوا تحت حكم رجل واحد مثل الخليفة ولكن بإمكانهم تأسيس ما يشبه الاتحاد الأوروبي وفق معايير ديمقراطية مشتركة.
وقال: “بعد قرن من الاحتلال والانظمة الديكتاتورية وقمع الهوية يحاول هؤلاء التعبير عن غضبهم المليء بالثأر والكراهية عبر مصادرة الدين