إسطنبول (زمان عربي) – ما هي الفروق بين العملية التي نفذتها قوات الأمن التركية، الليلة قبل الماضية، ضد العشرات من مسؤولي ورجال الأمن الذين شاركوا في تحقيقات عمليات الفساد والرشوة الكبرى في 17 و 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وبين عمليات ضبط المتورطين في جرائم الفساد والرشوة من أبناء الوزراء في حكومة رجب طيب أردوغان والمسؤولين ورجال الأعمال المقربين منها؟
هناك فروق واختلافات مهمة في المداهمات التي قامت بها قوات الأمن، بعد منتصف ليل أول من أمس في أثناء السحور، وقبضت فيها على عدد من الضباط الذين شاركوا في تحقيقات عملية الفساد والرشوة الكبرى، وبين عمليات القبض على المتورطين في فضيحة الفساد والرشوة، أهمها ما يلي:
1) تم اعتقال رجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا ضرّاب القائل “يجب إعطاء الضابط والعاهرة إكراميتهما مقدماً” في قصر على البحر، أما رجال الأمن الذين شاركوا في التحقيقات مع هؤلاء الفاسدين فاعتقلوا الليلة قبل الماضية في منازلهم التي لا تتجاوز مساحة أي منها المئة متر.
2) تم اعتقال نجل وزير الداخلية السابق معمر جولار القائل لرضا ضراب الإيراني “أضحِّي بنفسي من أجلك يا رضا” في جناحه الفاخر في فندق” ريتز”، وأبناء الوزراء الآخرين في مساكنَ كل منها أفخم من الآخر، بينما تم اعتقال مديري الأمن المنفِّذين لعمليات الضبط في إطار قضية الفساد والرشوة في منازلهم المستأجرة بأحياء نائية في مدينة إسطنبول.
3) تمَّ العثور في منزل المدير العام لبنك “خلق” أو” الشعب” ،على صناديق أحذية ممتلئة بملايين الدولارات، فيما لم يتمَّ العثور في صناديق الأحذية في منازل ضباط الأمن على شيء سوى الأحذية.
4) تم الكشف عن 7 خزائن مصفحة في منازل أبناء الوزراء، في حين لم يتمَّ الكشف في منازل رجال الأمن عن أي فولاذ إلا إطارات أبواب منازلهم الخارجية.
5) تم الكشف عن ماكينات لعدِّ النقود في منازل أبناء الوزراء، أما محافظ مديري الأمن فلم يتم العثور فيها على شيء سوى ما تبقَّى من رواتبهم.
6) عملية القبض على رضا ضرّاب الإيراني والآخرين من المتهمين بالفساد تمت في السادسة صباحًا، أما عملية القبض على رجال الأمن المشاركين في فضح عمليات الفساد والرشوة فكانت في أثناء السحور.
7) لم تكبَّل أيدي رضا ضرّاب وأبناء الوزراء، بينما تم تكبيل أيادي مديري ورجال الأمن من الخلف، إضافة إلى الضغط على رؤوسهم من قبل زملائهم من أفراد الشرطة أثناء ركوبهم سيارة الشرطة، وذلك مع أنهم كانوا يرتدون الزي الرسمي.
8) في عملية الفساد والرشوة الكبرى اتصل الوزير بابنه صباح يوم العملية، وسأله عن المبلغ الموجود في المنزل، وأجابه ابنه بأن هناك ما يقرب من تريليون واحد فحسب؛ أما ضباط الشرطة المقبوض عليهم الليلة قبل الماضية بسبب مشاركتهم في فضح عمليات الفساد والرشوة، فاتصل بهم آباؤهم وأمهاتهم قائلين لهم :”ارفعوا رؤوسكم، فأنتم لم تسرقوا”.
اتصَل آباء رجال الأمن المقبوض عليهم أمس لمطاردتهم اللصوص وإلقائهم القبض عليهم لطلب الصفح من أبنائهم، أما رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فاتصل بنجله” بلال” ليقول له: “وزّع الأموال الموجودة في المنزل على كل أقاربنا، واخفها تمامًا”.