اسطنبول (زمان عربي) أفادت المصادر أن تركيا لا تعتزم رفض (فيتو) جون باس سفيراً جديدا لدى أنقرة خلفاً للسفير الحالي فرانك ريتشاردوني، على الرغم من أنه وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالمستبدّ.
ووفقاً لتصريحات مسؤول تركي أدلى بها لصحيفة “زمان”، فإن أنقرة تفكّر أن الاعتراض على السفير الأمريكي الجديد قد يتسبَّب في نشوء أزمة لا يمكن تلافيها فيما بعد، وليس من المعقول خوض مثل هذه المغامرة في هذه الفترة الحساسة.
ومن المتوقع أن يباشر جون باس مهامه كسفير لبلاده عقب استكمال إجراءات الموافقة في تركيا بعد تقديمه أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية عبد الله جول.
وكان السفير المرشح باس تجنب الإجابة على الأسئلة المباشرة والواضحة والموجهة إليه من قبل السيناتور جون ماكين، ما أثار غضب الأخير، ودفعه إلى تحذيره بأنه سيستخدم حقه في الرفض (فيتو) في التصويت على تعيينه كسفير، إذ قال جون ماكين في سؤاله: “الضغط على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “اليوتيوب”، و”تويتر”، في ظل الخطوات المتخذة لوضع قيود على حرية وسائل الإعلام في تركيا، هل هذا السلوك يعتبر تحولا نحو الأستبداد؟”،
وبدلاً عن أن يجيب جون باس على السؤال، تطرق في حديثه إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، وكيف ينبغي أن تكون تلك العلاقات.
ولكن قاطع ماكين السفير قائلا: “لقد طرحت سؤالاً بسيطاً للغاية، أريد جوابا بنعم أو لا. وبتهربك من الإجابة على سؤالي هذا تعرض موضوع ترشيحك للخطر، هل تعتقد أن تقييد حرية وسائل الإعلام وإبداء النية لتغيير دستور البلاد للحصول على سلطات موسعة وقوية لمنصب رئيس الحمهورية، يعد تحولا نحو الاستبداد؟ وأجاب حينئذ جون باس: “نعم هناك تحول في هذا الاتجاه.”
وقد صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين جون باس سفيراً للولايات المتحدة في أنقرة، في ختام الجلسة، بموجب اقتراح الترشيح المقدم من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وسبق أن عمل جون باس سفيرا لأمريكا لدى جورجيا، كما تولى منصب الأمين التنفيذي لوزارة الخارجية الأمريكية وعمل مساعدا خاصا لوزير الخارجية جون كيري.
الجدير بالذكر أن حكومة حزب العدالة والتنمية لم تبدِ أي رد فعل إزاء تلك التصريحات العنيفة التي وصفت رئيس الوزراء أردوغان بالمستبدّ، كما أن الخارجية التركية لم تنشر بياناً رسمياً لإدانتها، على عكس المعهود منها في مثل هذه الحالات.