طالت اليد الطائشة لحكومة حزب العدالة والتنمية العشرات من رجال الشرطة ومديري الأمن ضمن حملة الاعتقالات التي جرت في ساعة متأخرة من ليل الـ22 من يوليو/تموز المنصرم؛ إذ شملت أيضاً نائبَ مدير وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لمدينة “فان” السابق “سردار بايراق توتان” الذي سبق أن حصل على 48 شهادة تقدير من الحكومة، تكريمًا له على مجهوداته في مكافحة الإرهاب، ضمن الـ31 ضابطاً من ضباط الشرطة المعتقلين.
وقد علَّقت زوجته “بيناز بايراق توتان” على عملية اعتقاله بعد أن تم تكريمه ومدحه على مجهوداته وإنجازاته عشرات المرّات، قائلةً: “لقد ساهم في عمليات القبض على العديد من الإرهابيين الذين كانوا يُهددون أمن وسلامة البلاد، والآن نحن من نعاني من معاملة أسوأ من معاملة الإرهابيين”.
وأضافت بايراق توتان أيضًا معلقةً على حملات الاعتقال الطائشة، “إن زوجي كان يُمدح قبل سنتين من قبل قناة “تى أر تى خبر” الرسمية، على مجهوداته في مكافحة الإرهاب، على النحو التالي: “لقد أصبحنا ننام باطمئنان بفضل مجهوداتكم لحمايتنا”. فبعد أن كان زوجي من أهم رجال الأمن في مواجهة العمليات الإرهابية وحصل على 48 شهادة تقدير من الحكومة تكريمًا على مجهوداته في مكافحة الإرهاب، أصبح الآن أحد رجال الأمن الـ31 المعتقلين ضمن حملة الاعتقالات التي جرت في ساعة السحور من ليل الـ22 من شهر يوليو الماضي، دون الاستناد إلى أي أدلة إدانة بحقهم”.
وأوضحت بايراق توتان أن زوجها لم يُسئ المعاملة لأي من المتهمين حتى بجرائم الإرهاب، معبرة عن إدانتها ما يتعرض زوجها لمعاملة سيئة قائلة: “لقد كان المتهمون المحالون إلى شعبة مكافحة الإرهاب يشعرون بالشكر والعرفان تجاه المعاملة الطيبة التي كان زوجي يظهرها في التعامل معهم. ولكننا الآن نعاني من معاملة أسوأ من المعالمة التي عومل بها الإرهابيون عند القبض عليهم”.
وأضافت بايراق توتان أن هناك من يشعرون بالراحة والسعادة إزاء عملية اعتقال ضباط الشرطة الشرفاء ممن يحبون وطنهم ويسهرون آناء الليل وأطراف النهار من أجل حماية أراضيه، مضيفة: “إنهم يحتفلون بالعيد، بينما نحن نجلس في بيوتنا في غياب بهجة العيد. فالآن أصبح المتخصصون والخبراء في مكافحة الإرهاب خلف القضبان، في الوقت الذي يتم فيه مسح ذاكرة الشرطة الخاصة بالمعلومات المتعلقة بجرائم الإرهاب، واستبعاد كل من يعرفون المنظمات الإرهابية التي تهدد البلاد”.
وأوضحت بايراق توتان أن زوجها كان يُمدح من قبل الجميع بالإضافة إلى حصوله على 48 شهادة تقدير من السلطات تكريمًا له على مجهوداته في منع عمليات الاغتيال التي كان سيتعرّض لها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، لولا تدخله، مؤكدةً أن زوجها من بين أفضل 5 متخصصين في مجاله.
وتابعت أن كتاب “أمي، لقد جئت” الذي كتبه زوجها حول الأحداث التي عايشوها خلال الـ17 سنة الأخيرة واستطاع إقناع ما يقرب من 2000 إرهابي مغادرة الجبال والعودة إلى أهاليهم عن طريق مقابلتهم شخصيًا ومقابلة عائلاتهم، موضحة أن الكتاب تم توزيعه على عدد من المدارس الثانوية، وتأثر به الكثير من الطلاب إلى حد كبير.