لم تتوقف الصحف المحسوبة على حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا والصحف اليسارية عن مواصلة أكاذيبها ضد مسؤولي الأمن الذين تم اعتقالهم ضمن حملة الاعتقالات غير الشرعية التي أطلقتها السلطات في ساعات متأخرة من ليل الـ22 من يوليو/ تموز الماضي.
فقد تقاطعت صحيفتا “أيدينلك” اليسارية المتطرِّفة و”يني شفق” الإسلامية الموالية لحكومة رجب طيب أردوغان في وضع عنوان مماثل على صفحتها الأولى، بل بنفس الكلمات والعبارات، يتعلق الخبر بالموجة الثانية لحملة اعتقالات مسؤولي الأمن التي تمت أمس الثلاثاء بعد اعتقالات السحور في 22 تموز/ أغسطس الماضي.
وحسب ادعاء صحيفتي أيدينلك اليسارية ويني شفق الإسلامية، فإن عمليات الاعتقال التي طالت 33 مسؤولاً أمنياً تمت بناءً على أقوال وإفادات فؤاد يلماز أر المدير السابق لجهاز المخابرات في إسطنبول، الذي تم اعتقاله في اعتقالات “السحور” السابقة، دون الاستناد إلى أي دليل، كما هو ديدنهما.
ونشرت يني شفق خبراً في صفحتها الأولى تحت عنوان “يلماز أر يعترف على مساعديه”، وجاء الخبر نفسه في جريدة أيدينلك بعنوان “يلمازآر يعترف على مساعديه، والأمن يحتجزهم”، مما يدل على أن الصحف الموالية لحزب العدالة والتنمية وحزب العمال اليساري المتطرف أصبحت تسير في خط موازٍ، للترويج للمؤامرات والأكاذيب.
الجدير بالذكر أن صحف الحكومة وصحيفة أيدينليك اليسارية المتطرفة لم تتوقف منذ انطلاق عمليات السحور غير الشرعية حتى الآن، في نشر الأخبار الكاذبة، بنفس الكلمات والعبارات، إذ أخبرت صحيفتا يني شفق وأيدينلك اعتقال رجال الأمن المشاركين في تحقيقات قضايا مهمة، كتنظيم السلام والتوحيد الإرهابية الإيرانية، وفضائح الفساد والرشوة، واتحاد الجماعات الكردية وشبكة أرجينيكون الانقلابية، وذلك قبل وقوع الاعتقالات فعلاً.
وزعمت يني شفق أن الموجة الثانية من الاعتقالات طالت فريق المدير السابق لجهاز المخابرات في إسطنبول علي فؤاد يلماز أر أو مساعديه، في أعقاب الاعترافات التي أدلى بها أثناء استجوابه في مركز الأمن والنيابة العامة، بينما ادعت أيدينلك أنه يخون فريقه وتقوم الشرطة بحبسهم، دون إبراز أي أدلة على مدعاهما، الأمر الذي يكشف على أنهما تسعيان للإيقاع بين قيادات ورجال الأمن.
من جهته، صرّح دوغو برينتشاك، زعيم حزب العمال اليساري المتطرف في تركيا، وهو صاحب جريدة أيدينليك وأحد القياديين في شبكة أرجنكون الإجرامية، بأنهم من قاموا بتحديد رجال الأمن الذين تم اعتقالهم ضمن حملة الاعتقالات غير الشرعية التي أطلقتها السلطات في ساعات متأخرة من ليل الـ 22 من يوليو/ تموز الماضي.
من جانبه، نفى حسين أطايول محامي يلمازآر صحة هذه الأخبار، لافتًا إلى أن الأخبار التي نشرتها الصحف الموالية للحكومة ما هي إلا عملية خلق صورة ذهنية رخيصة لتوجيه الرأي العام، مضيفًا أن موكله لم يتطرق أثناء استجوابه إلا إلى الأصول والقواعد المتبعة في عمليات التنصت (القانونية)، إلا أن وسائل الإعلام تختلق من عند نفسها قصصاً لا أصل لها من الصحة لتشكيل إدراك معين لدى الشعب”.
ولكن العجب العجاب هو اتفاق جريدة أيدينليك الأرجينيكونية اليسارية مع جريدة يني شفق الإسلامية التي تأتي في مقدمة الصحف المؤيدة لحكومة أردوغان على نشر هذه الأخبار المزورة دون التزام أي مبدأ مهني أو أخلاقي.