إسطنبول (زمان عربي) – عاد الدبلوماسيون ورجال الأمن العاملون في القنصلية التركية بمدينة الموصل العراقية بعد احتجاز لدى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش” دام أكثر من ثلاثة أشهر، سالمين إلى تركيا في الساعة الخامسة من فجر اليوم السبت.
واستقبلت قوات الأمن التركية العائدين وعددهك 49 شخصاً، بمن فيهم القنصل العام، في بوابة “أكجه قلعة” الواقعة في مدينة شانلي أورفا جنوب تركيا، في الساعة الخامسة من فجر اليوم، ومن ثم نقلتهم إلى مركز المدينة للخضوع للفحوص الطبية اللازمة.
وقال رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، الذي عاد من زيارته لأذربيجان والتقى المواطنين الأتراك العائدين في مطار شانلي أورفا، في رسائل نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “لقد استلمنا مواطنينا الرهائن في وقت مبكر من صباح اليوم واصطحبناهم إلى بلدنا سالمين، وسأقطع زيارتي لأذربيجان لأعود إلى أرض الوطن للقاء الرهائن المفرج عنهم وتفقّد حالتهم الصحية”.
وكان داود أوغلو، وزير الخارجية في ذلك الوقت، يجري مباحثات في صربيا حين استولى داعش على مدينة الموصل، واقتحم القنصلية التركية واحتجز الطاقم الدبلوماسي في 11 يونيو/ حزيران الماضي.
وذهب بعدها إلى مدينة نيويورك للمشاركة في اجتماع روتيني، منوهًا على حسابه الشخصي في “تويتر” بأنه تم اتخاذ التدابير اللازمة بخصوص الأحداث الجارية في الموصل، ولكن نظر الكثير إلى خروج داود أوغلو لرحلة عابرة للقارات في مثل هذا الظرف كدليل على أنه لم يأخذ المشكلة على محمل الجد وانتقدوا قلة بصيرته وتوقعاته المستقبلة، ومع أنه قال عقب وقوع الهجوم: “ليس لأحد أن يختبر قوة تركيا وصبرها”، إلا أنه لم يعد أحد يعير بالاً لمثل هذه التصريحات المتكرّرة.
وكان التنظيم الإرهابي” داعش” أحد الموضوعات، التي تصدرت تحليلات جميع الخبراء المتابعين لأحداث سوريا والعراق في الفترة الأخيرة؛ وبيّنت تلك التحليلات عدم اتخاذ أنقرة التدابير اللازمة تجاه خطة داعش لتوسيع رقعة حركتها على طول الحدود الجنوبية التركية. كما سلّطت الضوء على كثير من إهمال أنقرة في حادث اقتحام القنصلية التركية بالموصل، وانتقدت عدمَ اتخاذ وزير الخارجية في ذلك الوقت داوود أوغلو وجهاز المخابرات الوطنية التدابير اللازمة وتجاهلَهما للأزمة مع ظهور بوادرها.
كما أن تحميل داود أوغلو القنصلَ العام “يلماز أوزتُرك” مسؤوليةَ التأخّر في إخلاء القنصلية كان قد أثار ردود فعل الرأي العام الذي اعتبره من قبيل الهروب من تبعات ما وقع.
ووجود أفراد أسر الدبلوماسيين والمسؤولين عن أمن القنصلية بين الرهائن المحتجزين لدى تنظيم داعش، كان أحد القضايا الملفتة للانتباه، إذ إن عدم إجلاء النساء والأطفال من القنصلية في وقت مبكر، بالرغم من تصاعد الخطر إلى أقصاه، رآه الرأي العام إهمالاً خطيراً.