لندن (زمان عربي) – تناولت الصحف البريطانية سياسة تركيا تجاه سوريا وبلدة كوباني الحدودية، وانتقدت صحيفة “فاينانشال تايمز” في مقالتها الافتتاحية اشتراط تركيا الهجوم على الرئيس السوري بشارالأسد، وذكرت أن على تركيا أن تترك المخادعة والتلاعب، فيما كتبت صحيفة الإندبندنت محذرة من أن سقوط بلدة كوباني سوف يحدث ضجة كبيرة في تركيا.
وكتبت صحيفة” فاينانشال تايمز” أن على أنقرة أنْ تنظر إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” الإرهابي بأنه يمثل خطرًا كبيرًا على المنطقة بأكملها بما في ذلك تركيا، لافتة إلى أن سقوط بلدة كوباني الحدودية يعني دخول خط طويل على الحدود السورية تحت سيطرة داعش، كما أنه سيتسبب في الوقت ذاته في كارثة إنسانية جسيمة.
ولفت المقال إلى ضرورة أن يفكر الرئيس رجب طيب أردوغان في التأثير السلبي على سمعة واعتبار تركيا في حال سقوط كوباني.
وقالت الصحيفة إن الكثيرين في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط يجدون صعوبة في فهم، سماح دولة قوية مثل تركيا، تملك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، بسيطرة مجموعة جهادية غير منظمة مثل تنظيم داعش على مساحات واسعة على الجانب الآخر من الحدود. وإذا ما كان يرغب أردوغان في الحفاظ على ثقة حلفائه، عليه إذن أن يكون حازمًا في موضوع داعش.
وأوضح الكاتب باتريك كوكبرن في مقال بصحيفة” الاندبندنت”، أن سقوط كوباني قد يسفر عن نتائج خطيرة للغاية بالنسبة لأنقرة، وأن هناك احتمالا لحدوث تدهور في العلاقات مع الأكراد الذين يعيشون في تركيا يتعذر إصلاحه مرة أخرى.
وأفاد الكاتب بأن هناك 30 مليون كردي يعيشون في كل من تركيا والعراق وسوريا، وأن هناك العديد من الأكراد يعتقدون أن تركيا ستكون هي المسؤول إذا ما سقطت كوباني، وأن الحكومة التركية حالت دون إرسال الأسلحة والذخائر إلى كوباني لصد هجمات داعش.
ولفت الكاتب إلى أنها ستكون إحدى الخسائر الناجمة عن سقوط بلدة كوباني على المدى البعيد في عرقلة مسيرة السلام الداخلي مع الأكراد ، مضيفًا أن عدم دعم الحكومة للأكراد في أشد وقت يشعرون فيه بالحاجة إلى السلاح أسفر أمس عن حدوث مظاهرات عمّت البلاد واشتباكات بين رجال الشرطة والأكراد، ناهيك عن الأضرار الناجمة عن ذلك من حرق مدارس وبنوك وسيارات.