إسطنبول (زمان عربي) – “الجمال الناقص” صيحة أطلقتها الرسامة ستناي ألبصوي، وهي إحدى أبرز الرسامين الشباب في تركيا، في معرض لوحاتها في معرض” أوين” الفني، الذي اختارت له هذا العنوان تعبيرا عن شعورها بالضيق لما وصل إليه حال مدينة اسطنبول.
تقول الرسامة ألبصوي: “إنني أحزن كثيرًا عندما أشاهد طفلي يلعب مرِحًا على أرض معشوشبة لا تتجاوز مساحتها 3 أمتار صادفها أمام إحدى المباني، لم يكن رسم المدينة صعبا إلى هذا الحد من قبل.
وتضيف: “ما عدتُ أسمع تغريد الطيور وضحكات الأطفال وأصوات الباعة الجائلين، حين أفتح النافذة لأشاهد الشارع، بل صرت أسمع أصوات المحركات التي طغت على المدينة”.
وتواصل: “ففي مكان ضخم للعمل يتم هدم المباني القديمة الواحد تلو الآخر لتحل مكانها مبانٍ جديدة، وأصبحت المباني التي لا هوية لها ترتفع إلى السماء، فهذه الموجة الأسمنتية الرمادية تقطع صلتي بذكرياتي، وتقتلعني من أواصري، إن شارع الاستقلال أصبح يحجب بسبب انتشار المباني الأسمنتية الممتدة من ميدان “تقسيم”، وباتت ذكرياتي التي سأورثها لابني تتلاشى شيئًا فشيئًا مع شعوري بالغربة في المدينة التي وُلدت فيها، فهل هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها إسطنبول لهجمة المباني العشوائية؟ بالطبع لا، إلا أنها تعبت كثيرًا في آخر عام ونصف العام، وكلنا تعبنا، لم يكن رسم المدينة صعبًا وشاقًا قبل هذه المرة، لكن في الوقت نفسه لم يكن معبرًا إلى هذا الحد أيضًا”.