بقلم: حسن جمال
يُقال أن الولايات المتحدة لديها مخطط لتنفيذ لعبة من ألاعيبها، ويقولون إنها ترغب في تسخير بغداد لتلبية أوامرها من خلال داعش.
كما يقال إنها تحاول بسط نفوذها على الحكومة الإقليمية الكردية في شمال العراق وزعيمها مسعود بارزاني، وذلك من خلال داعش أيضًا.
وهي الآن تقوم بقصف داعش في العراق وكوباني لكي تثبت للأكراد أن الزعيم الحقيقي في المنطقة أو حاميهم الأصلي هو أمريكا.
كما أنها بإرسالها بصفة دائمة أسلحة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD على الرغم من المعارضة التي أبداها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال “إن حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني PKK” ،وبفتحها ممرًا لكوباني من الأراضي التركية، تحاول أن تلعب دور الصديق الحقيقي للأكراد .
وهي كذلك تؤثر في بداية الخطوات الأولى لتأسيس دولة جديدة للأكراد في منطقة روج آفا، أي في المساحة التي تمتد بطول الحدود التركية بمسافة 900 كيلومتر بنجاحها في تقريب مسعود بارزاني من صالح مسلم، كما فعلت في وقت من الأوقات في شمال العراق.
تعمل أمريكا على إحياء مشروع قديم لربط أكراد العراق وسوريا، أي جزء مهم من منطقة كردستان، بالبحر الأبيض المتوسط من جنوب مدينة هطاي التركية.
وعلى هذا النحو، يفتح هذا المشروع أو المخطط كمسار جديد يخدم مصالح كل من إيران والعراق وحكومة كردستان العراق وكذلك دول الخليج، بحيث يتخطى تركيا أو يلغي احتكارها بخصوص مسارات الطاقة.
إذا واصلت أمريكا تنفيذ هذه المشاريع وانتهاجها لهذه السياسات ستقسّم تركيا أيضا.
يقولون إن داعش عبارة عن مضرب في يد أمريكا لتحقيق مآربها، ويستخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا المضرب لتحريك المنطقة وإعادة ترصيصها من جديد، وأنه يعد نماذج جديدة للسياسة الإمبريالية “فرق تسد”، والجواسيس الذين يحذون حذو “لورانس العرب” بدأوا يجولون ويصولن على الساحة.
حسنًا ما هو مخططك أنت؟
لنفرض جدلًا أنك على حق، ولنفرض كذلك أن مخطط لعبة الأمريكان التي لم ترق لك قط تدخل في إطار تشكله النقاط المذكورة أعلاه.
حسنًا كل ذلك مفهوم، لكن ما هو خطة لعبتك أنت؟ أو هل لك في الأساس خطة؟ إذ لا يبدو لي أن لك أية خطة ، لأنه يبدو أن العقول في محيطك مشتتة للغاية، والسبب في هذا التشويش هو القومية التركية والتخوف من الأكراد.
ففي عالمك أنت ليس الهدف هو اكتساب الأكراد من جديد، بل هو كيف يتم تقسيم الأكراد وكيف يمكن العمل على إعادة بنية الدولة الوحدوية والقومية القديمة ومواصلتها .
إلا أنه لا يزال في ذهنك وعالمك وجهة النظر التي ترمي إلى كسب الأكراد من جديد، ولا شك أن هناك أفكارا مختلفة، لكنها تمثلها الأقلية، وليست على درجة من التأثير.
وأحرى بك ألا تحلم أن تكسب الأكراد بهذه النزعة القومية التركية الموجودة والغالبة بداخل حزبك وفي الدولة والتخوف من الأكراد إذ لا يمكن بهذه النظرة القومية رؤية الأكراد متساوين مع سائر المواطنين بل هي مستحيلة.
ان كنت تفشل فشلا ذريعًا في سياساتك تجاه المنطقة والأكراد، وتزيد الطين بلة في كل يوم من أيام الله، لا يكن عندك أدنى شك فإن هذه الأسباب هي التي تكمن وراء فشلك.
القومية والتخوف من الأكراد!
لقد ترسخت القومية وفوبيا الأكراد لدرجة أن الدول الأجنبية تقوم بإعداد مخططاتها وأنت لا تحرك ساكنًا تجاه ذلك بل تكتفي بالمشاهدة فقط. ويلعب هؤلاء الأغراب دور حماة الأكراد، وأنت تشاهد فحسب. هؤلاء الأغراب يكسبون كل يوم ولاء شارع كردي في منطقة كردستان وأنت تشاهد أيضا. أنت تكتفي بموقف المتفرج، لأن ذهنك مشتت، أما الأغراب فأذهانهم صافية ومخططاتهم واضحة وصريحة!
تخشى مساواة الأكراد
أرجو منك أن تسجل هذه الملاحظة ضمن ملاحظاتك، إن مسيرة السلام الداخلي مع الأكراد لا يمكن أن تستمر بهذه الطريقة مع الذهن المشتت هذا، أو تؤول إلى نقطة ما، ثم تنهار.
وهذه الحقيقة تراها إيمرالي(جزيرة يسجن فيها عبد الله أوجلان زعيم منظمة حزب العمال الكرستاني PKK) وتراه جبال قنديل(مقر قيادة PKK في شمال العراق) أيضا.
وإن لم يكونوا يعقدون عليك آمالا كثيرة وأنهم سئموا من مناورات الإغفال من أجل الفوز في صناديق الانتخابات، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل من أن الأحداث ووقائع الحياة قد تعيد إليك وعيك مع مرور الزمان.
ياليت يحدث ذلك، ولكن تشتتك الذهني يجعلك تفقد الأكراد يوميًا بسبب القومية وفوبيا الأكراد، لأنك لا تملك مخطط لعبة واضح وصريح.
وإليك ملحوظة أخرى، لعلك تخشى أن تعتزم عمل مخطط نهائي يقوم على مساواة الأكراد حتى وإن كانت تتوارد إلى ذهنك هذه الفكرة من حين لآخر.
موقع – T24