إسطنبول (زمان عربي) – زعمت وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية أن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، الذي حصل على أصوات المواطنين لكونه”رئيس الجمهورية المتدين”، أصدر قرارًا في اجتماع مجلس الأمن القومي يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، بمواجهة كل الجماعات والطرق الدينية الموجودة في البلاد.
وكان عبد الرحمن شيمشاك، الصحفي بصحيفة” صباح” المعروفة بسيطرة أردوغان شخصيا عليها، والمتخصص في نشر الأخبار التي يتم تسريبها عن طريق جهاز المخابرات الوطني، قد كشف في أحد أخباره بالصحيفة عن أن مجلس الأمن القومي أصدر قراراً مشتركاً خلال اجتماعه الأخير لمحاربة كل الجماعات الدينية الموجودة في البلاد، وهو الخبر الذي وقع كالصاعقة على الشارع التركي.
وأوضحت وسائل الإعلام الموالية لأردوغان وحكومته، أن مجلس الأمن القومي، الذي عقد اجتماعه الأخير في 30 أكتوبر/ تشرن الأول الماضي، سيتخذ خطوات جدية في محاربة حركة الخدمة، بزعم الكيان الموازي، على الرغم من التهديدات التي تواجهها تركيا من خطر تنظيمي الدولة الإسلامية (داعش)، وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين، اللذين يتربصان بالبلاد.
وأثار مصطلح “المحاربة الفعالة للكيانات الموازية” الذي أُعلن عنه عقب اجتماع مجلس الأمن القومي الذي استمر نحو تسع ساعات ونصف الساعة، العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام، إذ إن أردوغان طالما نادى بـ “الكيان الموازي” بصورة المفرد وليس الجمع، كما تم استخدامها في بيان مجلس الأمن.
وفي الوقت الذي كان يفسر فيه المتخصصون والخبراء سر استخدام كلمة “الكيانات الموازية” في صورة الجمع، على أنه يقصد من ورائها تنظيم حزب العمال الكردستاني وغيره من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، كشف الكاتب الصحفي شيمشاك عن حقيقة القرار الذي اتخذه مجلس الأمن القومي، خلال مداخلته في أحد البرامج التليفزيونية.
وقال شيمشالك خلال مداخلته: “لن يتم السماح لأية جماعة أو طريقة دينينة بممارسة نشاط داخل البلاد بعد الآن؛ سواء كانوا السليمانيين، أو جماعة المنزليين أو أتباع الطريقة النقشبندية أو جماعة إسماعيل أغا أو جماعة إسكندر باشا؛ أو غيرها من الجماعات الدينية الصغيرة التي قد تخطر ببالكم، فالدولة ستواجههم جميعًا بفاعلية، وستكون الدولة على مسافة واحدة ومتساوية من جميع الجماعات الدينية في البلاد، فتركيا الجديدة الآن تريد أن تنفخ في الزيادي قبل أن تأكله”.
ويشار إلى أن معظم الجماعات الدينية وقفت إلى جانب أردوغان في حملة الإفتراءات والكذب التي أطلقها ضد حركة الخدمة التركية، بل ووصل بالبعض منهم أن تلقي دعما ماديا من الحكومة كمقابل لموقفها المؤيد لأردوغان.
وكان الداعم الأكبر لقرار الحكومة الأخير المناهض للجماعات الدينية والطرق الصوفية، زعيم حزب العمال اليساري المتطرف والمعروف بالمتحدث باسم الدولة العميقة، دوغو برينتشك، الذي كان اعتقل على خلفية قضية منظمة أرجنيكون الإرهابية، بيد أنه قال فور الإفراج عنه من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية: “سوف نقتلع جذور الجماعات الدينية”، مؤكدا دعمه للحكومة.
وأضاف برنتشك: “سيتم الشروع في حملة اجتماعية موسعة لتنوير المواطنين من أجل تصفية والقضاء على الجماعات والطرق الدينية الموجودة في البلاد”، موضحًا أنه سيدعم أردوغان وما سيتخذه من خطوات.
وقال الرئيس السابق لبلدية مدينة إزمير، برهان أوزفاتورة: “إن الحكومة تحارب الجماعات الدينية التي تتمتع بقوة تنظيمية وعلاقات روحية كبيرة، لخوفها من قوتها، وتتم المحاولات لعرقلة الجماعات التي بدأت تكتسب القوة، بل ويقوم الحزب الحاكم بممارسة ضغوط لم تر من قبل، حتى في أحلك الفترات التي شهدتها البلاد إبان شبه انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997 العسكري”.
ورأي رئيس تحرير مجلة “يني آسيا”، كاظم جولتش يوز أن تركيا، ترجع للوراء، فمن يشعرون بعدم الراحة تجاه حركة الخدمة، يتخذون ذلك ذريعة ليدعموا كل ما يحاك ضدها، قد عاد للمجتمع فكر أن هذا الفعل وإن كان مخالفاً للقانون فلا يهمني، فهذه الأعمال تعود على أصحابها، وهي لا تليق بالقيم الإنسانية والإسلامية.
أما رئيس حزب الوحدة الكبرى مصطفى داستيجي، فيقول: “لا أتوقع أن يحدث شيئ من هذا القبيل، فعلى جانب توجد تنظيمات ارهابية مسلحة تهدد البلاد، وعلى الجانب الآخر توجد الجماعات الدينية التي حافظت على وحدتنا وهويتنا على هذه الأرض منذ ألف عام، فكيف لكم أن تساووا بين التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تسعى لشق الصف التركي، والجماعات الدينية؟ هذا لايوصف إلا بأنه توقف للعقل، فالجماعات الدينية هي من تربطنا بعضنا البعض، وتحفظ أخوتنا ووحدتنا”.
وقال رئيس حزب السعادة، البروفيسور مصطفى كمالاك:” إن الفكر المستند إلى الدعائم والأسس الخاطئة، سيفنى وسيعود أدراجه، فالجماعات او المؤسسات التي تلتف حول فكر ما تحافظ على وجودها، وستستمر في طريقها المستند إلى الإيمان بهذا الفكر، ومن غير ذلك سيستبعد ويرحل”.
أما نائب حزب الحركة القومية عالم إيشيك، فقال: “أواجه صعوبة في فهم الإدراك القائم على تنفيذ عمليات وحملات ضد الجماعات والطرق الدينية”.