إسطنبول (زمان عربي) – يكثر الجدل في هذه الأيام حول “القصر الأبيض” الذي شيّده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في غابات أتاتورك بالعاصمة أنقرة وتجاوزت تكلفته المالية 615 مليون دولار.
فبعد الجدل الكبير الذي أثارته وسائل الإعلام المحلية حول هذا القصر والجدوى منه، انتقلت العدوى إلى العديد من وسائل الإعلام العالمية التي قامت بدروها بتسليط الأضواء على هذا القصر وناقشت موضع بنائه والميزانية الضخمة التي أنفقت من أجله.
فقد ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “جلوبال بوست” (GLOBAL POST) الأمريكية أن المبلغ المالي الهائل، الذي أهدر على بناء القصر الأبيض أو المقر الجديد للرئيس أردوغان كان بالإمكان إنفاقه على العديد من الأمور التي تعود بالفائدة على المجتمع، أو على الأقل كان بإمكان أردوغان نفسه أن يبني قصرًا متواضعًا بشكل أقل تكلفة وينفق ما تبقى على أمور أكثر أهمية من القصر الذي يعد ثاني أكبر قصر في العالم بعد قصر سلطان بروناي.
- كان بالإمكان حلّ مشكلة اللاجئين السوريين
وذكر الموقع الأمور التي كان من الممكن الإنفاق عليها بدلاً من القصر، وكان أولها حل مشكلة اللاجئين السوريين في تركيا، مشيرًا إلى أن عدد اللاجئين في تركيا الآن بلغ الملايين، وأن الأمم المتحدة قد أعلنت عن حاجتها لمبلغ 500 مليون دولار لسد احتياجاتهم، فلو أن أردوغان تبرع للأمم المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار لرعاية اللاجئين السوريين واكتفي ببناء قصر متواضع بمبلغ 115 مليون دولار لكان أفضل.
- كان بالإمكان مكافحة وباء إيبولا
وأضاف الموقع أن الأمم المتحدة أعلنت أنها بحاجة إلى 988 مليون دولار لمكافحة وباء إيبولا، فلو أن أردوغان انضم إلى الدول المتبرعة لمكافحة المرض وتبرع بجزء يسير من المبلغ الذي أنفق على القصر الأبيض لكان بإمكان العالم القضاء على هذا الوباء الذي بدأ يستشري في مختلف البلدان.
- كان بالإمكان حلّ مشكلة الجوع في إحدى البلدان الفقيرة
ولفت الموقع الأمريكي الشهير إلى أن مبلغ 615 مليون دولار التي أنفقت على بناء قصر أردوغان كافٍ لحل مشكلة الجوع في إحدى البلدان الفقيرة، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة كشفت عن حاجتها لمبلغ 9.9 مليار دولار لمكافحة الجوع في بلدن مثل سوريا والسودان وجنوب السودان والكونغو والصومال وأفغانستان والعراق وأفريقيا الوسطى، منوهًا إلى أن أردوغان كان باستطاعته حل مشكلة الجوع في إحدى هذه البلدان لمدة عام كامل من خلال المبلغ المالي الذي أنفقه على القصر الأبيض.
- كان بالإمكان تسديد القروض المالية لـ21 ألف طالب أمريكي
وأوضح الموقع أن ميزانية القصر الجديد للرئيس أردوغان كان بإمكانها تسديد القروض المالية لـ21 ألفًا و200 طالب أمريكي على سبيل المثال، علمًا بأن القروض الممنوحة للطلبة تبلغ تريليون دولار، أي 29 ألف دولار لكل طالب.
- كان بالإمكان منح كل مواطن تركي 8 دولارات
وأكد الموقع أيضًا أن الرئيس أردوغان كان بإمكانه أن ينفق هذا المبلغ الضخم على سكان العاصمة أنقرة البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة، ويحصل كل واحد منهم على 136 دولارا، أو على سكان إسطنبول البالغ عددهم 14 مليون نسمة ويحصل كل واحد منهم على 44 دولارا، كما كان بإمكانه أيضًا توزيع المبلغ على كل سكان تركيا الـ75 مليون نسمة، وسيحصل كل واحد منهم على 8 دولارات كنصيب من التكلفة المالية للقصر.
- كان بالإمكان تعيين 25 ألف معلم جديد
وشدد الموقع على أن تكلفة القصر لو أنفقت على التعليم لكان بمقدروها التكفل بتعيين 24 ألفًا و415 معلمًا جديدًا، مع العلم بأن متوسط الدخل السنوي للمعلمين ذوي الخبرة في تركيا يبلغ 25 ألف دولار، في حين يبلغ متوسط دخل نظرائهم في أمريكا 38 ألف دولار.
- من الممكن شراء فريق رياضي
وختم الموقع مقاله بالقول إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفرح برؤية نفسه سلطانًا فكان من الأولى له أن يشتري فريقًا رياضيًّا بدلاً عن بناء القصر، حيث أن أسعار بعض الفرق الرياضية لكرة السلة قد تقارب الميزانية التي أنفقت على بناء القصر الأبيض، كنادي سان أنطونيو سبيرز بطل دوري كرة السلة الأمريكي.