بكين (رويترز- أ ف ب) – في تعهد غير مسبوق من جانب أكبر دولتين ملوثتين للمناخ في العالم قالت الصين اليوم الأربعاء إنها ستضع سقفا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030 بينما قالت الولايات المتحدة إنها ستخفض مجمل الانبعاثات بما يزيد على الربع بحلول 2025.
وعلى الرغم من أن العديد من التساؤلات تبقى بشأن التطبيق والتنفيذ يلقي التعهد بالثقل السياسي لأكبر اقتصادين في العالم خلف اتفاق مناخي عالمي جديد سيجري التفاوض عليه في باريس العام المقبل. كما أنها المرة الأولى التي تحدد فيها الصين سقفا وموعدا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين تهدف إلى تحديد سقف الانبعاثات “بحلول عام 2030” لكنها ستسعى لتحقيق ذلك في وقت أقرب في حين أن الولايات المتحدة ستخفض الانبعاثات بنسبة 26 إلى 28 في المئة عن مستوى عام 2005.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الالتزامات التي جاءت نتيجة شهور من الحوار بين البلدين ستحفز دولا أخرى على تقديم تعهدات وتعطي دفعة للمفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد يدخل حيز التنفيذ عام 2020.
وقال تيموثي ويرث وكيل الخارجية الأمريكية السابق للشؤون العالمية ونائب رئيس مؤسسة الأمم المتحدة “إعلان اليوم هو الانجاز السياسي الذي كنا ننتظره.”
وأضاف في بيان “إذا تمكن أكبر لاعبين بشأن المناخ من التعاون من منظورين مختلفين تماما يمكن أن يرى بقية العالم إمكانية إحراز تقدم حقيقي.”
وبعيدا عن الأهمية السياسية قال خبراء في مجال البيئة إنه لا تزال الأهداف بعيدة عن التعامل المناسب مع مشكلة تغير المناخ.
وقال تاو وانغ الباحث في المناخ بمركز تسينغوا-كارنيجي للسياسة الدولية في بكين “انها إشارة جيدة جدا للبلدين وتضخ زخما قويا (في المفاوضات) لكن الأهداف ليست طموحة بما فيه الكفاية.”
وقال لي شو وهو ناشط من جماعة السلام الاخضر (جرينبيس) المدافعة عن البيئة في بكين إن أهداف الصين هي بمثابة “الأرض وليس السقف”.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصل إلى بكين أول من أمس الاثنين، في المحطة الأولى في جولة آسيوية يجري خلالها عدة لقاءات مع نظيره الصيني شي جينبينج .
وقد اتخذت العاصمة الصينية بكين إجراءات قاسية لتبديد الغيوم الملوثة من سمائها قبل استضافة قمة أيباك.
وعلى هامش القمة نفسها، يجري أوباما وشي سلسلة محادثات اليوم الأربعاء، وعد البيت الأبيض بأن “تكون محادثات صريحة ومعمقة”.
وتتضمن جولة الرئيس الأمريكي زيارة بورما، حيث من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس ثين سين وزعيمة المعارضة أونج سان سو تشي مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الحاسمة في 2015.
كما يشارك أوباما نهاية الأسبوع الحالي في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها بريسبان بأستراليا .