إسطنبول (زمان عربي) – يتعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسيل من الانتقادات في وسائل الإعلام الأسبانية بسبب كلمته في افتتاح القمة الأولى لزعماء الأديانالتي عقدت في إسطنبول لتأكيده أن البحارة المسلمين سبقوا كريستوف كولومبوس في اكتشاف القارة الأمريكية.
وأثار خطاب أردوغان حفيظة وسائل الإعلام الإسبانية، التي أفردت مساحات كبيرة للتعليق على قوله إن المسلمين سبقوا كولومبس باكتشاف القارة الأمريكية، نافية ادعاءات أردوغان بأن كريستوف كولومبس أورد في يومياته أو مذكراته شيئًا عن جامع رآه على قمة أحد الجبال في كوبا!
وأشار الإعلام الإسباني إلى أن أحد أكبر علماء الدين والفلسفة في تلك الفترة وهو “بارتولومي دي لاس كاساس” قد نقل في قصة كتبها مقولة لكريستوف كولومبس أثناء وجوده في كوبا: “إني رأيت جبلاً ورأيت أعلاه تبّة أشبه ما تكون بمسجد جميل”، زاعماً أن هذه المقولة وإن كانت من الخرافات التي سردها علماء الدين إلا أنها لا تعكس الحقيقة التي وقعت آنذاك.
ولفتت صحيفة “الباييس” الإسبانية إلى أن حديث أردوغان عن البحارة المسلمين وأنهم اكتشفوا القارة الأمريكية في عام 1178 ليس جديدًا، إذ سبقه إلى ذلك العديد من الكتاب المسلمين الذين نقلوا نفس القصة عن وثائق صينية، مشددة على أن الحفريات وعمليات التنقيب عن الآثار لم تعثر على أي شي يعود إلى ما قبل تاريخ كولومبس، داعية أردوغان إلى إثبات صحة ادعائه إذا كان يملك أية دلالة تاريخية عليه.
ووصفت الصحيفة نفسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”الزعيم البعيد عن الحقائق” منوهة إلى أن أردوغان عمد في إحدى زياراته إلى فنلندا إلى توجيه نصيحة لرئيس الوزراء يوركي كتاينن بدعوة شعبه إلى إنجاب ثلاثة أطفال أو أكثر، تمامًا كما فعل هو مع مواطنيه الأتراك.
وقد أحدثت تصريحات أردوغان المتعلقة عن أسبقية اكتشاف القارة الأمريكية جدلا واسعًا في الصحف الصادرة في أمريكا اللاتينية، وخصوصًا في الأرجنيتين والمكسيك والبرازيل وفنزويلا.
وكان أردوغان قال في كلمته بالجلسة الختامية بقمة الزعماء الدينيين في أمريكا اللاتينية التي استضافتها إسطنبول في الفترة من 12 إلى 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إن البحارة المسلمين هم المكتشفون الأوائل للقارة الأمريكية، موضحا أنهم سبقوا البحار الإيطالي المشهور كريستوفر كولومبوس بنحو ثلاثة قرون.
وأدلى أردوغان بمعلومات مثيرة عن الإرث الإسلامي وانتشار الإسلام في القارة الأمريكية الجنوبية قائلًا: “إن انتشار الدين الإسلامي بالقارة الأمريكية الجنوبية يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، فالبحارة المسلمون هم المكتشفون الأوائل للقارة، وليس البحار الإيطالي كريستوفر كولومبوس، إذ وصلوا إليها عام 1178 ميلاديا، أي قبل كولومبوس بثلاثة قرون. وقد ذكر كولومبوس في مذكراته أنه وجد مسجداً فوق أحد تلال كوبا، وأرى أن قمة الجبل في كوبا اليوم أيضًا يجب أن يشيَّد عليها مسجد، ويكفي فقط أن يأذنوا بذلك وأن يوافقوا..”.
وادعى السياسي والمفكر الكوبي ذو الأصول الإسبانية خوسيه خوليان مارتي أن البحار والمستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس كتب في مذكراته عن رحلته إلى القارة الأمريكية، موضحا أنه رأى تلة تشبه قبة جامع على ساحل جيبارا، الواقع في شمال الجزيرة الكوبية.