بقلم: طارق توروس
هل تعرفون على عاتق من تقع المسؤولية السياسية في تركيا الجديدة؟
أنا وأنت…
هكذا باختصار:
– فاتورة حوادث المناجم… يتحملها العمال.
– فاتورة التظاهرات الاجتماعية… يتحملها المتظاهرون.
– فاتورة الأعمال التخريبية… يتحملها رجال الشرطة.
– فاتورة أحداث بلدة كوباني (عين العرب)… حملوها على “بنسلفانيا”.
– فاتورة إنزال العلم التركي… يتحملها الجيش.
– فاتورة الاغتيالات المثيرة ومجهولة الفاعل… حملت على المتعاطفين مع منظمة حزب العمال الكردستاني PKK .
– فاتورة فشل مفاوضات التسوية مع الأكراد .. ألقيت على حزبي السلام والديمقراطية (BDP) والشعوب الديمقراطية (HDP) الكرديين.
– فاتورة أزمة البطالة المتفاقمة… ألقيت على عاتق أصحاب الشركات ورجال الأعمال.
– فاتورة معدلات التضخم المثقلة… يتحملها البنك المركزي.
– فاتورة أزمة الحجاب… حملت على المعارضة.
– فاتورة أزمة التعليم وحالة التدهور المستمر التي أصابته… تقع على عاتق المعلمين.
– أما فاتورة الآداء السيئ في كرة القدم… فيتحملها لاعبو كرة القدم.
أنا لا أتحدث من فراغ…
فبعد الهزيمة المريرة التي تلقاها منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام نظيره البرازيلي بأربعة أهداف مقابل لا شيئ، حمَّل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الذي يتولى مقاليد الحكم في البلاد منذ ثلاثة عشر عامًا (كرئيس وزراء ثم رئيس جمهورية)، وزر ذلك على اللاعبين وألقى عليهم بالمسؤولية عن تلك الهزيمة النكراء، وقال: “يجب علينا الاستثمار من أجل تنمية الموارد البشرية، وأن نخصص الشباب كل في مجاله”.
بعد ذلك، دافع عن المدير الفني للفريق الوطني، الذي يجب، في الأصل، أن يتحمل المسؤولية كاملة، بقوله: “إن طموحات المدرب فاتح تريم عالية، لكن ماذا عساه أن يفعل؟ أينزل إلى الملعب ويشارك في المباراة بنفسه؟ فعلينا أن نستثمر في العنصر البشري، وأن نبدأ من الآن في إعداد جيل من الشباب للمستقبل”.
هذا هو سر تركيا الجديدة…
هو التخلص من الفشل والإخفاقات بأسلوب احترافي، وبعد ذلك إيجاد شخص أو جهة تلقي عليه الوزر وتحمله المسؤولية!
صحيفة” بوجون” التركية