أنقرة (زمان عربي) – تتضاءل بسرعة كبيرة هيبة واعتبار السياسة الخارجية التركية؛ إذ إن العلاقات بالولايات المتحدة التي كانت تتحدث عن تركيا، في فترة من الفترات، باعتبارها نموذجا للعرب والعالم الإسلامي، تشهد في الأشهر الأخيرة حالة من المواجهة الدبلوماسية بصفة مستمرة معها.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الذي التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في استراليا، تفاصيل اللقاء الذي تم بينهما، وبحسب الأخبار المتداولة بشكل واسع في وسائل الإعلام الموالية للحكومة، قال داود أوغلو: “ليس هناك خلاف في الرأي بين واشنطن وأنقرة في موضوع رحيل بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) من أساسه”.
وبحسب الأخبار، التقى داود أوغلو في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين العديد من قادة ورؤساء الدول، كما تباحث مع أوباما حول مسألتي سوريا والعراق، حيث أكد تأييد الجانب الأمريكي لرحيل الأسد، مضيفا: “ليس هناك خلاف في الرأي بين الدولتين في موضوع رحيل الأسد”.
إلا أنه لم تمض إلا ساعات قليلة على هذه التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي، وجاءت تصريحات من الرئيس الأمريكي أوباما مخالفة تماما لتلك التي أدلى بها داود أوغلو.
وعن ادعاءات استعداد الولايات المتحدة لإدخال تعديلات في سياستها تجاه سوريا، قال أوباما: “ليس هناك أية تغييرات في موقفنا تجاه الأسد”.
وعقد أوباما مؤتمرا صحفيا عقب انتهاء قمة مجموعة العشرين في مدينة بريسبان الاسترالية، قال فيه إن بشار الأسد مسؤول عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وإنه فقد بذلك مشروعيته كرئيس دولة، مضيفا: “ليس هناك أية تغييرات في موقفنا تجاه الأسد. ولا أفكر في كيفية إسقاطه من الحكم. ونحن نعمل بصفة دائمة على وضع سياسة أوسع لمواجهة تنظيم داعش”.
وتجدر الإشارة إلى أن نموذج تكذيب أوباما لداود أوغلو بات حالة روتينية تحدث بكثرة بين الولايات المتحدة وتركيا في الآونة الأخيرة، حيث إن الجانب الأمريكي نفى قبل يومين تصريحات رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان بخصوص الموضوع ذاته، ونفى تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكي ادعاء تفكير أوباما بعدم امكانية القضاء على داعش دون رحيل الأسد في سوريا.
كما قام جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بنفسه بنفي ادعاءات اعتذاره لأردوغان عن تصريحات اتهم تركيا فيها بدعم داعش، وقال “لم أقم على الإطلاق بتقديم أية اعتذارات لأردوغان”.
وكان البيت الأبيض نفى في وقت سابق المكالمة الهاتفية التي أجراها أوباما مع أردوغان رئيس الوزراء آنذاك، في شهر فبراير/ شباط الماضي، بخصوص ادعاء أن أوباما قال لأردوغان: “وصلت رسالتك وسنعمل اللازم” فيما يتعلق بشكواه ضد العلامة التركي فتح الله كولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والذي قال أردوغان إنه طلب من أوباما إعادته إلى تركيا.