إسطنبول (زمان عربي) – قال الأكاديمي التركي محمود أكبينار، المعروف ببحوثه ودراساته الجادة حول الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه، إن حزب العدالة والتنمية يعمل على البقاء في السلطة من خلال تشكيل جماعة خاصة به.
وفي كتابه الجديد: “الرجعية في الأمس والكيان الموازي في يومنا هذا” يتحدث أكبينار عن عمليات الفساد التي كشف عنها في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013. ويؤكد أن الحابل اختلط بالنابل في تركيا، وانقطع التواصل بين أطياف المجتمع وحصلت تفرقة حادة بين صفوف المجتمع بسبب ما يُنشر على وسائل الإعلام.
وأفاد بأن أردوغان يحاول السيطرة على الجماعات أو الأشخاص الذين قد يظهرون كبديل له سعياً لإضعافهم ومحو تأثيرهم، وهو لايفعل ذلك في حزبه فقط بل خارج حزبه أيضًا، حيث قال: “إنه قضى على وجود رجال الأعمال الليبراليين المنتسبين إلى جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك باتباعه سياسة العصا والجزرة. كما سيطر على قسم كبير من وسائل الإعلام عبر الاستثمارات الكبيرة التي أجراها في مجال الإعلام. وجعل غالبيتها عاجزة عن معارضته والحديث ضده من خلال أساليب مختلفة. وأصبحت المجموعات الكبرى من الصحف ووسائل الإعلام تطرد كتّابها باتصال هاتفي واحد. واضطر كثير من الصحف والقنوات التلفزيونية للتماشي مع سياسة العدالة والتنمية. واستطاع استمالة الجماعات والشخصيات البارزة المحافظة إلى جانبه من خلال تقديم إمكانيات ضخمة لهم و لأبنائهم أو لأقاربهم”.
وأكد أكبينار أن أردوغان عندما شعر بأن حركة الخدمة ليست تابعة له بعدما دعمت قسماً من سياسات العدالة والتنمية على مدار 12 عاما من حكمه في البلاد بدأ يرى في حركة الخدمة بديلاً ومنافساً له على السلطة، بحسب رأي أردوغان، وذلك بتأثير أصحاب النفوذ المحيطين به. ولذلك وجد نفسه بحاجة إلى إذلال حركة الخدمة وإخضاعها له.
وعبر أكبينار عن وجهة نظره بشأن محاولات أردوغان وحزبه لإنشاء جماعة بقوله: “إن أحد أقوى الاحتمالات هو أن حزب العدالة والتنمية يحاول إنشاء جماعة خاصة به. ويعمل على إقصاء جماعة أخرى يراها منافسة له من خلال إمكانيات الدولة. وبعد أن ضعفت بعض التنظيمات العميقة كشبكة أرجنيكون في المرحلة الأخيرة، ووصاية الجيش والقضاء، عاد أردوغان وحزبه لارتداء قميص حركة “الرؤية الوطنية” التي أسّسها وتزعّمها الراحل نجم الدين أربكان. واستبعد أصحاب الرؤى الأخرى كالليبراليين والقوميين والجماعات لتسيير سياسته عبر كادر ضيق. كما أن أردوغان في المرحلة الأخيرة يعمل على إبراز المنتمين إلى حركة الرؤية الوطنية في الكوادر والوظائف البيروقراطية، وعلى استخدام إمكانيات الدولة لتشكيل قاعدة شعبية اجتماعية لحزب العدالة والتنمية”.