أنقرة (زمان عربي) – بدأت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان للتحقيق في قضايا الفساد والرشوة التي تم الكشف عنها في 17و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي التحقيق مع الوزراء الأربعة، المتورطين فيها.
واستمعت اللجنة أمس لأقوال وزير البيئة والتخطيط العمراني السابق أردوغان بيراقدار، حول تهم الفساد الموجهة إليه. وأوضح بيراقدار في أقواله أن الإجراءات التي اتخذها في فترة توليه الوزارة لم يتخللها أي أعمال مخالفة أو مصالح شخصية. وأكد أن كل الإجراءات كانت بموافقة رئيس الوزراء في ذلك الوقت رجب طيب أردوغان.
وقدَّم بيراقدار إجابات مختصرة على أغلب الأسئلة. وفي الوقت نفسه أشار إلى أنه قد حَمَّلَ أردوغان مسؤولية الأحداث التي وقعت في ذلك الوقت من خلال مشاركته في بث مباشر على قناة” إن تي في” NTV في اليوم نفسه الذي تقدم الوزراء الثلاثة الآخرون باستقالاتهم وأنه أعلن استقالته من عضوية البرلمان أيضا.
وأثناء الاستجواب قام أحد نواب المعارضة بالبرلمان بعرض حديث بيراقدار عن طريق جهازه اللوحي (تابليت). وسأله عن قصده من هذا الحديث. وزعم بيراقدار أن فترة توليه للوزارة لم تشهد أي مخالفات وأنه تمت استشارة أردوغان الذي وافق على كل الإجراءات التي قام بتوقيعها وتنفيذها.
وذكرت مصادر من داخل البرلمان أن أعضاء لجنة التحقيق المنتمين لحزب العدالة والتنمية حاولوا في بعض الأحيان الإجابة عن الأسئلة الموجهة من قبل أحزاب المعارضة لبيراقدار بدلا عنه.
وكانت أقوال أردوغان بيراقدار، حول رجل الأعمال المقرب من الحكومة علي أغا أوغلو هي الأكثر إثارة. فقد قال بيراقدار: “لقد قال لي أردوغان إن علي أغا أغلو ليس برجل معتبر. وكنت أحاول أن ابتعد عنه. وكنت أقول لابني أيضا إنه رجل غير صالح ابتعد عنه إلا أنه لم ينصت إلي وها هو الآن قد رأى ما حل به بسببه”.
وبعد انتهاء اجتماع اللجنة الذي استمر نحو ساعة ونصف الساعة رفض بيراقدار الإجابة عن أسئلة الصحفيين قائلا: “هناك حظر نشر في هذا الصدد. لو لم يكن هذا الحظر لكان الوضع أفضل..”.
يذكر أن وزير البيئة والتخطيط العمراني السابق أردوغان بيراقدار كان قد اعترف في اليوم الذي تقدَّم فيه باستقالته من خلال المشاركة في أحد البرامج التليفزيونية المباشرة بوجود فساد كبير داخل بعض المؤسسات التابعة لوزارته مؤكدا أن رئيس الوزراء في تلك الفترة (رجب طيب أردوغان) هو من يجب سؤاله عن كل ما يحدث في هذا الصدد.