إسطنبول (زمان عربي) – أطل نجم البوب التركي الشهير أرول أفجين خلال الفترة الأخيرة من خلال عدد من أنشطته.
ويقول أرول أفجين إنه يمر بمرحلة الربيع الثالث من عمره، موضحا أن سر ابتسامته الدائمة، يكمن في الشكر والأمل والتفاؤل.
لقد مر على موسيقاك نحو 45 عاما، فكيف كانت تلك الفترة بالنسبة لك؟
لقد مرت علي كالريح. كالفيلم. ولكن الحمدلله أنا معافى معنويا وجسديا. فما أجمل أن تقضي وقتك وسط أحبتك وعائلتك دون حوادث أو كوارث. والحمدلله استطعنا الوصول إلى هذه الأيام. سنرى كم تبقى من العمر.
ما سر بقاء موسيقاك إلى الآن؟ كيف نجحت في تحقيق ذلك؟
الجميع الآن يسعى لشهرة وأن يذيع صيته ويصبح غنيا بسرعة كبيرة. ولكن مع الأسف هذا ليس في مجال الغناء والموسيقى فقط، بل في كل المجالات. وأنا وهبت قلبي للموسيقى. فقد درست الهندسة لكنني أحببت الموسيقى أكثر. فالغناء بالنسبة إلي هو شئ أشبه بالطيران والتحليق عاليا. فأنت تؤدي عملك على أكمل وجه، وتؤمن بنفسك، وستجعل الناس يؤمنون بك. وقد عرضت علي مناصب تجارية وسياسية، وغيرها من المناصب ذات السمعة المرموقة. لكنني لم ألتفت إليها ولم أعر لتلك الأمور اهتماما. فالنقود والأموال لم تكن في مقدمة اهتماماتي. فبمقدوري أن أقابل الناس بأغان جيدة. وقد ساعدني الله في هذا الصدد. ووهبني الصحة حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.
في يومنا هذا هناك مشاريع قصيرة المدى عموما وكيف تقيم قطاع المسيقى الرائج حاليا؟
للأسف هكذا هي روح سنوات الألفينيات فمنتشر في كل المجالات موضة الأكلات السريعة. فكل شيئ يستهلك بسرعة ويرمى به في سلة المهملات قبل أن يبلى. كل شيئ له عمر موسمية أو فصلية وكذلك الأغاني والاشتهار والأعمال المنجزة.
ولقد قال آندي وارهول Andy Warhol ” سيأتي يوم سيشتهر فيه أي أحد لمدة 15 دقيقة أظننا نعيش الآن تلك الأيام التي كان يقصدها هذه هي روح الوقت الحاضر
بصفتك مهندسا معماريا، ما رأيك في البيوت الجديدة في هذه الأيام؟
نحن مجتمع محافظ، ولكننا لا نعرف المحافظة. نهدم القديم، ونفسد المناخ العام ونظن أننا بهذا أقمنا الجديد. فبجانب الدلالات الفيزيائية والهندسية لتلك الأبنية، هناك دلالات روحية يحملها الزمن لها أيضًا. فعلى سبيل المثال: لقد شاهدت آخر أعمال النجمة السينمائية بدييا موفاهيت، والموسيقي الكبير عدنان صايجون، في مركز أتاتورك الثقافي. فالآن هناك فكرة سائدة في تدمير الدلالات الفيزيائية والهندسية إذ يقول الكثير لنبني أكبر من هذا. وننشئ مركز تسوق في أعلاه أو في أسفله.
بالأخص إسطنبول تشهد خلال السنوات الأخيرة انتشارا مقلقا للكتل الخرسانية.. فما تعليقك؟
لي صديق أمريكي قال لي في يوم من الأيام، “ألم تحصلوا على هذه المدينة منذ 600 عام؟ فما الأبنية والإنشاءات التي مازلتم تنشئوها؟” ففي المدن التاريخية الأوروبية من أمثال إسطنبول لايمكنك أن تدق مسمارا واحدا. فيقومون بتشييد الأبنية الجديدة على بعد كيلومترات من مركز المدينة. فأية محافظة وحماية هذه؟ ولكل مدينة حدودها الخاصة لا تخرج عنها. في كل مكان نتنشر الأبنية الضخمة. وبهذا الشكل لايمكننا أن نحافظ على ثقافتنا. إذ ندخل أي مكان قائلين “السلام عليكم”، ونخرج منه ونحن نقول “باي باي”.
ما الذي يزعجك في تركيا أكثر بصفتك أحد المقيمين بها؟
أنزعج كثيرا من القوة الغاشمة والعنف والشجار. فأنا أؤمن بالقوة الساكنة والهادئة. فمحاولة الناس حل مشكلاتهم عن طريق القوة يزعجني كثيرا. يجب النظر إلى كل شيئ من منظور سعادة الإنسان. فتركيا تمر بمرحلة صعبة جدا. لذلك يجب التفكير في كل شيئ مع وضع في الاعتبار العقل والضمير البشري. فهذا البلد أسس مقابل ثمن كبير. وعانى الكثير. لذلك يجب علينا أن نقف وراء المبادئ والقيم التي قامت عليها الجمهورية، دون إفساد هذه الوحدة. نحن جميعا نرى الشرطة، وقوات الدرك، وحوادث المرور، والجرائم المرتكبة في حق المرأة. وفي نهاية نشرة الأخبار ينقلون إلينا خبرا عن مولود جديد لدب الباندا لغرض الفكاهة. ويظنون بذلك أننا سنسعد، ولكن السعادة لا تكون هكذا. فالناس كيف يمكنهم حماية صحتهم الروحية والنفسية؟ فلتنظروا إلى الأعمال الفنية التي ينجزها الفنانون الشباب، جميعها متشائمة. علينا أن نهدأ قليلا.