أحمد خاقان
لو أنني كنتُ نائبا في صفوف حزب العدالة والتنمية لكنت صرختُ قائلا: “هل وزراؤنا مجرمون حتّى يتم إصدار قرار بحظر النشر في أعمال لجنة التحقيق البرلمانية في قضية الفساد والرشوة؟.. هذا شيء لا يمكن قبوله”.
لو أنني…
لو أنني كنتُ صحفيا يدعم الحكومة، دعما كاملا، دون مسائلتها أو محاسبتها على شيء لقلتُ: “وهل هناك شيء يجب إخفاؤه يا أخي؟” وكنت أعترضت بشدةٍ على قرار حظر النشر.
لو أنني…
لو أنني كنتُ وزيرا متهما بأعمال الفساد والاختلاس والرشوة، لكنتُ خرجت لأتحدى الجميع ولقلت بشجاعة: “إن جبيني ناصع ورأسي مرفوع فخرًا وشرفًا.. إرفعوا ذلك القرار بحظر النشر.. أو حتى اعرضوا كل شيء على الشاشات عبر الهواء مباشرة حتى يشاهد شعبنا كل شيئ بوضوح “.
لو أنني…
لو أنني كنتُ سياسيًّا يتولى منصبا في بنية حزب العدالة والتنمية في رئاسة إحدى المحافظات أو في حيّ أو بلدة ما، لكنتُ قدحت زناد فكري قائلا: “ماذا يحدث يا سادة؟ هل هناك موقف يجعل وزراءنا يخفون شيئا عن الرأي العام. لماذا يصدر قرار بحظر النشر؟”.
لو أنني…
لو أنني كنتُ مواطنا بسيطا يحب حزب العدالة والتنمية ويؤمن برؤيته وأهدافه، لقلتُ: “نفهم من وراء وضعكم قرار حظر النشر أن هناك موقفا ما تحاولون إخفاءه عنّا”، ولكنتُ غرقت في دوّامة انهيار الروح المعنوية إزاء هذا القرار.
اقتراحات مضمونة لتحديد موضوعات يمكن طرحها لإثارة الرأي العام والحديث حولها لأيام وأيام
- قال رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان “إن المرأة والرجل غير متساويين، إنما هما يعادلان بعضهما بعضا”. وعليه استطاع أن يشغل أذهان الرأي العام عن القضايا الرئيسية التي تعصف بالبلاد.
- قال أردوغان “إن الحرفيّين وأصحاب المتاجر يمكن أن يكونوا رجال شرط أو قضاة في حالة توجب ذلك”. واستطاع بذلك أن يشغل الأذهان ويبعدها عن القضايا الساخنة ويجعل الناس يتناقشون حول موضوعات ثانوية.
وقد اكتشفتُ بدوري قضايا جديدة يمكن طرحها.. وأقترحها عليكم.
– لو قال أردوغان: “صلّ بدلا عن أن تمارس رياضة اليوجا”..فهذا موضوع يمكن النقاش حوله لمدة أسبوعين على الأقل.
– لو قال أردوغان: “قد اختلقوا شيئا اسمه أكلات مطبخ فوزيون fusion في حين أن هناك أطباقنا الشهية وكبابنا الرائع” لأحدث هذا هزة كبيرة وتفاعلات في الرأي العام لمدة 22 يوما على الأقل.
– لو قال أردوغان: “يشتري بعض الناس بدلة من إحدى الماركات التجارية الأجنبية بألف ليرة مع أنه يمكن شراؤها من ماركة محلية بمئة ليرة ثم يتحدثون عن الغلاء وعن ارتفاع الأسعار”. يمكن إثر ذلك أن تحدث ضجة تستمر لمدة ثلاثة أيام.
– لو قال أردوغان: “إن الفطور بأطباق وأنواع شتى على مائدة واحدة إسراف وبذخ كبير”. ستجد كل أهالي مدينة “وان” (شرق البلاد والتي اشتهر بهذا النوع من الفطور ) يتحدثون عن هذا الموضوع.
– لو قال أردوغان: “يرتكب ظلم كبير ضد مدينة “يوزجات” على مواقع التواصل الاجتماعي”. قد يحدث هذا أصداء كبيرة ويسبب هزة قوية في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مدينة يوزجات نفسها.