إزمير (تركيا) (زمان عربي) – تشهد بلدة كمال باشا التابعة لمدينة إزمير، غرب تركيا، خلافات بين حزب العدالة والتنيمة الحاكم الذي تولى رئاسة البلدية في الانتخابات المحلية الأخيرة، وحزب الشعب الجمهوري المعارض، والذي كان قد خصص قطعة أرض لإنشاء جامع في مطلع العام الجاري. إلا أن رئيس البلدية الجديد قرر وقف المشروع بعد ارتفاع ثمن الأرض.
وأوضح رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري بمدينة إزمير علي أنجين أن أعمال بناء الجامع الجديد قد توقفت لدخول قطعة الأرض ضمن الأراضي “ذات القيمة العالية”، ليتم تحويلها إلى مركز تجاري في قلب البلدة. بيد أن رئيس البلدية الجديد المحسوب على حزب العدالة والتنمية رفض ادعاءات بناء مركز تجاري بالمكان.
وكانت بلدية كمال باشا الواقعة شرق مدينة إزمير، قد شهدت وضع حجر أساس لإنشاء جامع، على مساحة 3000 متر مربع، بقلب البلدة في عهد رئيس البلدية السابق من حزب الشعب الجمهوري، رضوان كارا كايالي. وكان من المقرر أن يكون الجامع على مساحة إجمالية 3000 متر مربع؛ مقسمة إلى 600 متر مربع مكان للعبادة، وألفين وأربعمائة متر مربع لإنشاء مرئاب للسيارات تحت الأرض، وإنشاء أربع نافورات، بالإضافة إلى تحويل المنطقة المحيطة بالجامع إلى أماكن لاستراحة المواطنين.
وقد تم إيقاف أعمال الحفر بسرعة، عقب تولي رئيس البلدية الجديد التابع لحزب العدالة والتنمية عارف أوغورلو، الذي فاز بمقعد البلدية في الانتخابات المحلية الماضية في 30 مارس/ آذار الماضي. كما تم ردم المكان المحفور من أجل الأساس لبناء الجامع وتغطيتها برصيف حجري وتحولت قطعة الأرض إلى موقف للسيارات.
ومن جانبه علق رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري بالمدينة علي أنجين معيدا إلى الأذهان واقعة إصرار رئيس بلدية أسكودار بإسطنبول من حزب العدالة والتنمية، على بناء جامع مكان “حديقة والدة باغ”، رغم اعتراض سكان المنطقة. وأكد أنجين أن الوضع يشير إلى حدوث تناقضات واسعة، قائلا: “حتى هذا الموقف يظهر أن حزب العدالة والتنمية لم يكن مخلصا في هذا الصدد.
وأضاف: “وضعنا حجر الأساس بالتعاون مع رئيس البلدية التابع لنا لبناء جامع في أفضل الأماكن الواقعة في قلب البلدة. إلا أن رئيس البلدية التابع لحزب العدالة والتنمية، الذي فاز في الانتخابات الأخيرة، أوقف المشروع قائلا: “هذا المكان قيم جدا. وما الحاجة للجامع هنا؟ توجد جوامع أخرى في باقي المناطق”. وأنا أرى أنهم أوقفوا بناء الجامع لأنهم يصنفون هذه الأرض بين الأراضي التي ذات القيمة العالية. لكنني أرى أنهم ينشئون عليها مركزا تجاريا أو يبيعونها. فالوضع يشير إلى تناقض واضح. فالتضارب والرياء الذي يتبعه حزب العدالة والتنمية في هذا الصدد بيّن بالفعل. وعلى المواطنين أن يدركوا هذا جيدا”.
بينما أوضح رئيس البلدية التابع لحزب العدالة والتنمية، عارف أوغورلو، حجته لإيقاف أعمال بناء الجامع، قائلا: “إن المساحة التي يُزعم بناء الجامع عليها صغيرة لهذا الغرض. وسيكون تحته مرآب للسيارات مكون من طابقين، فضلا عن أنه محاط بالأبنية. وكنت قد قلت لهم من قبل “فلنبن جامعا على مساحة أكبر من تلك”. أما الآن، بعد أن تولينا رئاسة البلدية، فقد ردمنا حفر الأساس التي تم حفرها لبناء الجامع، وقمنا بتحويل قطعة الأرض إلى مساحة خضراء وموقف للسيارات ومكان لجلوس المواطنين”.
وفيما يتعلق بادعاءات تحويل الأرض إلى مركز تجاري، قال أوغورلو: “تحويل قطعة الأرض إلى مركز تجاري يتطلب تغيير مخطط إعمار المنطقة أولا”.