صنعاء، اليمن (أ ب)- قتل مصور صحفي أمريكي وعامل إغاثة جنوب أفريقي كان فرع القاعدة في اليمن يحتجزهما، وذلك أثناء محاولة أمريكية لإنقاذهما، منيت بالفشل، وفق ما ذكرت السلطات السبت.
ومتحدثا من أفغانستان، قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إن لوك سومرز “ورهينة ثانية غير أمريكي قتلا” على يد مسلحي القاعدة أثناء المداهمة.
ولاحقا، كشفت منظمة “غيفت أوف غيفرز” الإغاثية هوية الرهينة الثانية وأنه المعلم الجنوب أفريقي بيير كوركي، الذي قالت المنظمة إنه كان من المقرر الإفراج عنه الأحد.
وأضافت أنه كان من المقرر نقله جوا خارج اليمن “تحت غطاء دبلوماسي، ثم يلتقي عائلته في بلد ‘آمن’، ثم يتوجه جوا إلى جنوب أفريقيا”.
ولم يكشف هيغل عن هوية كوركي بالاسم، وقال فقط “بالأمس، وبأمر من رئيس الولايات المتحدة، قامت قوات عمليات خاصة أمريكية بمهمة في اليمن لإنقاذ المواطن الأمريكي لوك سومرز وأي موطنين أجانب محتجزين كرهائن معه. وكانت هناك أسباب تدعونا للاعتقاد بأن حياة سومرز كانت تتعرض لخطر وشيك”.
وقالت لوسي سومرز، شقيقة الصحفي المصور، للأسوشيتد برس اليوم السبت إنها علمت بنبأ وفاة شقيقها البالغ من العمر 33 عاما من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأضافت من لندن “نحن نطلب أن يسمح لكل أفراد عائلة لوك بالحزن في سلام”.
ولم يصدر أي تعليق رسمي فوري من مسؤولي الأمن في العاصمة اليمنية.
كان فرع القاعدة في اليمن، القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قد نشر مقطعا مصورا الخميس يظهر فيه سومرز، ويهددون بقتله خلال ثلاثة أيام إذا لم تف الولايات المتحدة بمطالب التنظيم، التي لم تحدد.
كان لوك سومرز قد اختطف في سبتمبر/ أيلول 2013 في العاصمة اليمنية صنعاء.
وتأتي أنباء الغارة الفاشلة بعد أن قامت طائرة غير مأهولة يشتبه بأنها أمريكية بغارة في جنوب اليمن خلفت تسعة قتلى يعتقد أنهم من مسلحي القاعدة إثر استهداف مخبأهم في محافظة شبوة جنوبي البلاد، حسبما قال مسؤول أمني في اليمن. ولم يدل المسؤول بمزيد من التفاصيل كما إنه تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى صحفيين.
وقتل ستة من المشتبه في انتمائهم للمسلحين على الأقل في غارة جوية في نفس المحافظة الشهر الماضي. واليوم السبت، قال زعماء القبائل إنهم رأوا مروحيات تحلق فوق منطقة تدعى وادي عبدان في محافظة شبوة.
ونادرا ما تناقش السلطات الأمريكية حملة الغارات الجوية التي تشنها الطائرات غير المأهولة في اليمن. ولا تلقى الغارات شعبية كبيرة في اليمن بسبب الضحايا المدنيين الذين يسقطون جراءها، مما يزيد من شرعية شن المزيد من الهجمات على المصالح الأمريكية.
وفي مقطع مصور نشر على الإنترنت السبت، وصفت لوسي سومرز شقيقها الأكبر بأنه رومانسي “دائما ما تكون ثقته الأكبر في الناس”. وأنهت مناشدتها بالقول “رجاء اتركوه يعيش”.
وقال مايكل والد سومرز في بيان إن ابنه “صديق جيد لليمن وللشعب اليمني” وطالب بإطلاق آمن لسراحه.
وفي بيان نشر الخميس، اعترف الأدميرال جون كيربي السكرتير الصحفي للبنتاغون للمرة الأولى بشن غارة أمريكية غامضة الشهر الماضي كانت تسعى لتحرير سومرز وإنقاذه، لكن اتضح أنه ليس في الموقع.
ولم يفصح كيربي عن المزيد من التفاصيل بشأن العملية الأمريكية اليمنية المشتركة لتحرير سومرز، قائلا إن التفاصيل مازالت سرية. ولكن المسؤولين قالوا إن الغارة استهدفت مأوى آمن للقاعدة في منطقة صحراوية نائية بالقرب من الحدود السعودية. وتم تحرير ثمانية أسرى، منهم يمنيين وسعودي وإثيوبي. وكان سومرز وبريطاني وأربعة آخرين قد تم نقلهم قبلها بأيام.
واختطف سومرز في سبتمبر/ أيلول 2013 فيما كان يغادر سوقا في العاصمة اليمنية صنعاء، حسبما قال فخري العراشي، رئيس تحرير صحيفة اليمن القومية، حيث كان يعمل سومرز كمراجع ومصور حر خلال ثورة 2011 في اليمن.
وتعتبر الولايات المتحدة القاعدة في اليمن أخطر ذراع للتنظيم في العالم بسبب ارتباطه بعدد من الهجمات الفاشلة على الأراضي الأمريكية.
وسومرز، بريطاني المولد، حاصل على درجة البكالوريوس في الكتابة الإبداعية من كلية بيلويت بوسكنسن، حيث درس ما بين عامي 2004 و2007.
وقال شون غيلين، أستاذ اللغة الإنجليزية ورئيس برنامج الصحافة بكلية بيلويت، الذي تتلمذ سومرز على يديه “كان يرغب حقا في فهم العالم”.
أما فؤاد الكدس، الذي يصف سومرز بانه من أفضل أصدقائه، فيقول إنه (سومرز) قضى فترة في مصر قبل العثور على عمل في اليمن. وبدأ في تدريس الإنجليزية بمدرسة باليمن، إلا أنه سرعان ما أثبت جدارته كأحد المصورين الأجانب القليلين بالبلاد.
وأضاف الكدس في رسالة بالبريد الإلكتروني من اليمن “هو رجل عظيم، صاحب قلب طيب، كان يحب اليمن والشعب اليمني حقا”. وقال إن آخر مرة شاهد فيها سومرز كانت في اليوم السابق على خطفه.
وكتب يقول “كان جادا في محاولته تغيير مستقبل اليمن، وفي القيام بأمور جيدة من أجل الناس هناك، حتى أنه لم يغادر البلاد (ولو لمرة واحدة) طوال فترة بقائه هناك”.