إسطنبول (زمان عربي) – أصدر المفكر الإسلامي التركي محمد فتح الله كولن بيانا تناول فيه انقلاب الحكومة على الديمقراطية وحرية الصحافية في حملة” الأحد الأسود” أول من أمس. طمأن فيه ضحايا هذه الحملة مؤكدا لهم أنهم على طريق الحق وأنه من الطبيعي أن يتعرضوا للابتلاء من الله سبحانه وتعالى وأن ذلك لايجب أن يثنيهم عن مواصلة الطريق.
وقال الأستاذ المربي كولن في بيانه: “أحمد الله كثيرا على أن إخواني سائرون في الطريق المتجه إلى محراب التوحيد وعلينا أن نواصل في هذا الدرب الذي نراه موافقا لروح القرآن وروح السنة النبوية وخدمة الإنسانية”.
وأضاف كولن معلقا على الاعتقالات التي طالت المدير العام لمجموعة سمانيولو للإعلام هدايت كاراجا ورئيس تحرير صحيفة زمان أكرم دومانلي والعديد من الصحفيين بُغيةَ إسكات الإعلام الحر قائلا:” إنكم على الحق”.
وتابع كولن: ” أقول الحمد لله، إخواني سائرون في الطريق المتجه إلى محراب التوحيد، لا غاية لهم ولا هدف سوى مرضاة الله وإعلاء كلمة الله. همهم الأوحد أن تجتمع البشرية على كلمة سواء وهي القاسم الإنساني المشترك. فمن الطبيعي أن يتعرضوا لابتلاء الله تعالى”.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الأستاذ محمد فتح الله كولن بعد الانقلاب الحكومي على الإعلام الحر من أجل التستر على فضائح الرشوة والفساد. وذكر في حديثه بأن كل من سلك طريق الحق تعرض إلى مثل هذه المضايقات عبر التاريخ. وأكد أن المعاناة هي أكبر دليل على رضى الله ”
وواصل: “أشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل” وذلك حسب مستواهم وقربهم من الله..بالتأكيد ستحزنون لما يعاني منه بعضكم من مآس. البعض سيرمى في السجون التي هي بمثابة مدرسة يوسفية (نسبة إلى نبي الله يوسف عليه السلام). ستتعرضون للاستنطاق، والاعتقال، سيحكم عليكم، سيجردونكم من حقوقكم. حتما ستتعرضون لمثل هذه المحن أثناء خدمتكم لدينكم ورسالتكم السامية. فذلك دليل على أن عملكم مقبول عند الله. لنحمد الله. لأن أعمالنا مقبولة لديه. وما جرى لأسلافكم من الأخيار يجري عليكم أيضا حسب طاقتكم ولله الحمد”.
وأضاف كولن قائلا إن الظلم عبر التاريخ ينهار فجأة. في وقت لم يكن يتوقعه أحد أبدا، وفي لحظة يحسب الظالم فيها نفسه قد ملك مقاليد القوة كلها.. “جميع الفراعنة والجبابرة سقطوا في لحظة لم يتوقعوها أبدا ومن قبل أضعف الخلق حين كانوا يقولون: ” لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ”. نعم غرق من غرق وانهار من انهار. ونجى سيدنا موسى عليه السلام، الضعيف في نظرهم، مع أصحابه.