بغداد 21 مايو أيار (رويترز) – سيطر تنظيم الدولة الاسلامية بالكامل اليوم الخميس على مدينة تدمر بوسط سوريا بما في ذلك المنطقة الأثرية من المدينة بعد أيام من سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية الأمر الذي يشير إلى أن التنظيم المتشدد يكتسب قوة دفع جديدة.
ولا يضع التقدم الذي أحرزه التنظيم المزيد من الضغوط على دمشق وبغداد وحسب بل يلقي بظلال من الشك على استراتيجية الولايات المتحدة التي تعتمد تقريبا فقط على الغارات الجوية لهزيمة التنظيم المتشدد.
وقال التنظيم في بيان نشره أتباعه على موقع تويتر اليوم الخميس إنه يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد “انهيار” القوات الموالية للحكومة هناك.
وقال البيان “بعد انهيار قوات النظام النصيري وفرارهم مخلفين وراءهم أعدادا كبيرة من القتلى ملأت ساحة المعركة فلله الحمد والمنة.” ولم يقدم البيان أي اعداد.
وهذه هي المرة الأولى التي ينتزع فيها التنظيم مدينة بشكل مباشر من ايدي الجيش السوري والقوات المتحالفة معه.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا اليوم الخميس إن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب الأهلية التي اندلعت بعد احتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد.
ودمر التنظيم المتشدد آثارا ومعالم قديمة في العراق وهناك مخاوف من أنه قد يفعل الشيء نفسه في تدمر أحد أهم مواقع التراث العالمي في الشرق الأوسط التي تضم اثارا تعود للعصر الروماني ومن بينها معابد وأعمدة ومسرح في حالة ممتازة.
وقال مأمون عبد الكريم مدير عام المتاحف والآثار السورية لرويترز عبر الهاتف اليوم الخميس “انه سقوط للحضارة…المجتمع الانساني الحضاري خسر المعركة لصالح الهمجية.”
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن الاشتباكات الدائرة في المنطقة منذ أمس الاربعاء أسفرت عن مقتل مئة من المقاتلين الموالين للحكومة على الأقل.
والهجوم على المدينة الذي بدأ قبل أسبوع يأتي في اطار تقدم التنظيم نحو الغرب مما يزيد الضغط على القوات الحكومية المنهكة والقوات المتحالفة معها والتي منيت بخسائر مؤخرا في الشمال الغربي والجنوب.
ويأتي سقوط تدمر بعد خمسة أيام فقط من سيطرة التنظيم على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار كبرى المحافظات العراقية. كما أحكم مقاتلون موالون للتنظيم قبضتهم على مدينة سرت الليبية مسقط رأس معمر القذافي في تعزيز لتواجدهم في المنطقة.