إبراهيم أسالي أوغلو
أصبح من المستحيل أن ينفرد أحد الأحزاب بتشكيل حكومة ولا بد من الائتلاف. وحتى يتمكن أحد الأحزاب من تشكيل حكومة بمفرده فيجب أن يُنتخب 276 نائبا على الأقل من مرشحيه في البرلمان.
ولم يحقق أي من الأحزاب هذا الرقم في انتخابات الأمس. وفي هذه الحالة يجب على حزب العدالة والتنمية أن يقيم ائتلافا مع حزب آخر. وكان زعماء أحزاب المعارضة قد أعلنوا أنهم لن يتحالفوا مع العدالة والتنمية. ولا يُعلم ما إذا استمرت أحزاب المعارضة بموقفها هذا بعد صدور نتائج الانتخابات كي لا تبقى الدولة بلا حكومة. فإن استمرت على موقفها فلن يتمكن العدالة والتنمية من تشكيل حكومة ائتلافية. وإذا أراد حكومة أقلية فإنه يحتاج للتعاون مع حزب من أحزاب المعارضة أو دعم 20 نائبا. أما إذا لم يلق أي دعم من المعارضة فلن يتمكن من تشكيل حكومة أقلية لتعاد الانتخابات.
وفي حال لم يتمكن العدالة والتنمية من تشكيل حكومة بمفرده، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان سيكلف حزب الشعب الجمهوري بتشكيل الحكومة حسب الدستور. ومن المحتمل أيضا ألا يكلف أردوغان زعماء المعارضة بهذه المهمة، ويطلب إعادة الانتخابات بعد 45 يوما. أما إذا كلف حزب الشعب الجمهوري بتشكيل الحكومة فمن الوارد تشكيل ائتلاف بين الحزبين القومي والجمهوري بدعم من الشعوب الديمقراطية. وفي هذه الحالة سيكون حزب العدالة والتنمية حزبا معارضاً.
وفي حال لم يتمكن العدالة والتنمية من تشكيل الحكومة ولم تتفق أحزاب المعارضة فيما بينها فسوف يقود رئيس الجمهورية البلاد نحو إعادة الانتخابات بعد 45 يوما. وحينها سيشكل الرئيس حكومة مؤقتة سيشارك فيها وزراء من جميع الأحزاب حسب نسب التصويت لها وذلك بناء على ما يقتضيه الدستور. وحينها سيكون هناك وزراء من حزب الشعوب الديمقراطية في الحكومة المؤقتة.
هل ستزيد الأصوات في صالح أردوغان وحزب العدالة والتنمية أم ستنقص بعد الانتخابات المبكرة؟
حتى لو توقعنا عودة الشعب لحزب العدالة والتنمية من أجل الاستقرار، وتخلى أردوغان عن رئاسة الجمهورية ليترأس حزب العدالة والتنمية من جديد ليتمكن الحزب من تشكيل حكومة بمفرده فهذا يعني خوض انتخابات مبكرة. أما إذا لم يحصل حزب العدالة والتنمية على المزيد من الأصوات في الاستطلاعات ولم تكن هناك رغبة في مغامرات أكثر فسوف يقدم العدالة والتنمية تنازلات أكثر من أجل المشاركة في تشكيل حكومة ائتلافية. ولذلك سيتم تقييم جميع الاحتمالات التي تقضي بتشكيل حكومة مدعومة من حزب الحركة القومية أو حزب الشعوب الديمقراطية. ومن المتوقع ألا يستمر هذا الائتلاف طويلا، وفي هذه الحالة قد تجرى الانتخابات مرة أخرى في غضون عام واحد. وفي حال دعم الشعوب الديمقراطية فمن المحتمل أن تشكل العدالة والتنمية الحكومة، وكذلك من المحتمل أن تكون الحكومة من نصيب الائتلاف بين حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية، وفي جميع الأحوال يعد حزب الشعوب الديمقراطية هو مفتاح حل اللغز.