بغداد (وكالات) – يكاد العيد بمظاهره وبهجته يتوارى في العراق بين نيران الحرب ولهيب الحر. وفي العاصمة بغداد تحديدا لا مظاهر للعيد ولا ألعاب للصغار بل لا صغار في الشوارع التي تغلي من شدة الحر.
وأعلن الكثيرون تأجيل الاحتفال بعيد الفطر بسبب الحرب الدائرة في الجبهة الغربية، بينما قام البعض على استحياء بالتهنئة، وغالبيتهم فضل الفيسبوك لإنجاز هذه المهمة.
الكثيرون يكتبون: “عذرا اصدقائي، لا أريد تهنئة بالعيد ونحن ننزح من ديارنا، أعتذر عن عدم قبول التهاني والتبريكات حتى يقف نزف الدماء والقتل في شعبي.. أيامنا ليست سعيدة وعيدنا ليس سعيدا“.
العراقيون تعودوا على مصائب الحروب منذ سنوات طويلة ، فلا يمر عام دون أن تكون هناك مشاكل في العراق، وفي أحلك الظروف تجد العراقيين قلوبهم مع وطنهم لكنهم يحاولون أن يؤدوا واجب العيد ويحييون التقاليد.
الكاتبة الروائية لطفية الدليمي أكدت أنها لن تحتفل بهذا العيد، وقالت :“تضامنا مع بناتنا واخواتنا السبيات لدى داعش والمباعات في سوق النخاسة والمهجرين والنازحين من مدنهم الذي ماتوا عطشا في هربهم من وحوش داعش أعتذر عن المعايدة وتقبل التهاني في انتظار ان تتحرر ارض العراق كلها من داعش ويعود النازحون الى بيوتهم واعود الى بيتي ووطني بزوال غمة الطائفية والتهجير وانتهاء هيمنة الاحزاب الدينية من جميع الطوائف على بلدنا ومصائرنا وبيوتنا ووطننا.
واضافت : لن اعايد احدا ولن اتقبل التهاني فمعذرة للاصدقاء جميعا.
أهل السنة في العراق يستقبلون العيد وهم بلا وطن ، فلا بيوتهم عادت بيوتهم ، ولا محافظاتهم هي محافظاتهم ، إنما هي لساستهم وللدواعش ؛ كما ان الشيعة في العراق ليسوا بأفضل حال ، فأغلبهم يتوجه في أول أيام العيد لزيارة (علي العالمين ) ثم يأخذون قسطا كافياً من البكاء في وادي السلام ، حيث تتوافد جثامين الشهداء الطاهرة .
الكاتب الصحفي فلاح المشعل وصف عيد الفطر هذا العام بأنه (عيد الأحزان) وقال : كل عام والعراق بخير، ولكن على الناس وهم يتبادلون التهاني أو قطع الحلوى والشربات في العيد، ان يتذكروا أن ثمة دماء تراق الآن في معركة تحرير العراق من “داعش ” ، وان هناك دموع ثكالى مجزرة سبايكر لم تجف بعد ، وحيرة اكثر من مليوني نازح ومهجر ، ومئات الأسرى والضائعين ، ومثلهم جائعين وخائفين من الحياة العسيرة .