https://youtu.be/TKc5gVzbJ4U
وصلت المصالحة الوطنية التي أطلقها رجب طيب أردوغان حين كان رئيسا لحزب العدالة والتنمية إلى نهاية مكللة بالفشل.
وقالت الحكومة التركية التي كانت تقدمت بالتواصل مع حزب العمال الكردستاني ومؤسسه عبد الله أوجالان من أجل المصالحة الوطنية بأن هذه المصالحة لم تعد محل نقاش اليوم.
ووصل الأمر إلى مرحلة أكثر حدة حين بدأ الحزب الحاكم مساعيه لرفع قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي الذي يضم سياسيين من الأكراد إلى المحكمة الدستورية.
من ردود الفعل العسكرية إلى الإجراءات السياسية
دخلت تركيا في دوامة من العنف و الإرهاب بعد انفجار سوروج بمدينة أورفا في 20 من يوليو تموز . شخص ثبت إنتماؤه إلى تنظيم داعش فجر نفسه متسببا في مقتل 31 شخصا. في اليوم نفسه استشهد رقيب أول من الجيش التركي على يد ميلشيات حزب العمال الكردستاني، ومنذ ذلك الحين و الأنباء تتوالى أعمال إرهابية تجتاح البلاد من شرقها إلى غربها.
ردا على هذا التصعيد قامت القوات التركية باستهداف مواقع تابعة ل داعش في شمال سوريا ومواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بقصف جوي وبري وتم اعتقال المئات من المنتمين لداعش وللحزب الكردستاني من داخل تركيا ، كما قتل شخص واحد خلال هذه العمليات.
التصعيدات الأمنية حولت سياسة تركيا الداخلية إلى اتجاه مختلف وبشكل مفاجئ إثر تصريح كل من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو بأن المصالحة الوطنية باتت مستحيلة علما أنهما كانا السباقين إلى إطلاقها منذ خمس سنوات.
السبب الحقيقي وراء إنهاء المصالحة الوطنية مع الأكراد
لكن المحللين السياسيين يرون أن خسارة حزب العدالة والتنمية إنتخابات 7 من يونيو حزيران غالبيته في البرلمان هي السبب الحقيقي وراء انهاء المصالحة الوطنية. 50 يوما مر على الانتخابات دون تشكيل حكومة إئتلافية، وتماطل أردوغان وداوود أوغلو في تشكيل الحكومة لافت للأنظار، الأمر الذي يرى فيه المحللون أن حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ 13 سنة لوحده لا يريد مشاركة أي حزب له في الحكم، و يدفع البلاد إلى انتخابات مبكرة في شهر أكتوبر أو نوفمبر القادم في حالة عدم تشكيل الحكومة.
السؤال المطروح هنا: ما الذي يريده أردوغان وداوود أوغلو؟ فترة المصالحة تم خرقها من قبل الحزب الكردستاني وعناصر داعش في تركيا وفجأة أصبحت تركيا لهما بالمرصاد. حزب العدالة والتنمية يخطط للحصول على أصوات الأتراك القوميين بإعلان الحرب على الإرهاب حيث أن أصوات القوميين وحدها كافية كي يفوز الحزب في الإنتخابات بالأغلبية. إعلان حزب الشعوب الديمقراطي الحاصل على 80 مقعدا في البرلمان من ضمن الأحزاب الإرهابية ، والدعاية أنه حزب يمثل حزب العمال الكردستاني، كلها خطوات في إطار المخطط ذاته
العدالة و التنمية: ضحية الأمس، جلاد اليوم
و من بين الخطوات الأخرى: قيام نواب حزب العدالة والتنمية برفع دعوة قضائية ضد أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي مطالبين برفع حصانة نوابه في المحكمة العليا. والملفت للنظر أنه منذ 1990 تم حل معظم الأحزاب الكردية لكنها عادت اليوم وبأغلبية إلى الساحة السياسية التركية.