زونجولداك (تركيا) (زمان عربي) – انهالت ردود الفعل الغاضبة من قبل الأكاديميين والسياسيين وقادة الرأي العام في تركيا على حملة المداهمة التي شنتها فرق مكافحة الإرهاب أمس الجمعة والتي استهدفت روضة أطفال يتعلم فيها أطفال صغار تبلغ أعمارهم 3 إلى 5 سنوات بصورة تدعو إلى الخزي والعار.
وكان رجال الأمن المسلحون شنوا أمس مداهمة على حضانة “جونجا” التابعة لخدمات مؤسسات “جالاكسي” التعليمية الخاصة المقربة من حركة الخدمة التي يتلقي فيها التعليم الأطفال دون سن السادسة.
من جانبه، أبدى الدكتور عثمان عبالي عضو هيئة التدريس بكلية الطب في جامعة إسطنبول ردة فعل شديدة على حملة المداهمة التي وصفها بأنها عمل تعجز الكلمات عن وصفه أو شرحه بالمنطق على الإطلاق، وحذّر قائلا: “إن هذه الحملة التي تهدف لخلق حالة من الهلع والخوف لدى المؤسسات التعليمة قد تتسبب في إصابة الأطفال بصدمات من الممكن أن تزيد من حالات الخوف لديهم وتجعلهم ينظرون إلى المدرسة والتعليم بشيء من البرود وعدم الاهتمام كثيرًا”.
ويقول المربي الدكتور آدم جونيش إنه “لا يمكن الدخول إلى الأماكن المتواجد فيها الأطفال بالأسلحة. ذلك أن تعرّض المدرسة التي يشعر الطفل بالانتماء إليها إلى مثل هذه المداهمات من شأنه أن يدمر مشاعره، ويغيّر وجهة نظره تجاه الحياة. دعكم الآن من دخول شخص مسلح عليهم، هل تعلمون أن وجود شخص مقطّب الحاجبين وعبوس الوجه في المدرسة يؤثر على الأطفال بالسلب. وهو ما يفضي بالضرورة إلى خلق حالة من عدم المبالاة لدى الطفل ويصبح منطويًا على نفسه، ولا يقتصر تأثيره السلبي على زملائه في تلك المدرسة فحسب، بل يؤثر على جميع الأطفال”.
فيما علّق أنجين ألطاي نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري المعارض على هذا الموضوع قائلا “إن ما حدث عار وخزي كبيران للغاية، وهو انعكاس لسفسطة “الكيان الموازي” التي تبديها حكومة حزب العدالة والتنمية وفق مفهوم الضغينة والانتقام. هناك ديكتاتورية فعليّة في تركيا. هذه الدولة شهدت ديكتاتورية في فترات الانقلاب إلا أن هذه الحكومة أقدمت على إجراءات وقرارات شنيعة لم تشهدها حتى تلك الفترات. إذا كانوا يداهمون رياض الأطفال برجال الشرطة، فلا يوجد شيء يمكن أن يُقال إزاءه هذه الفظاظة، لأننا وصلنا إلى مرحلة يصعب فيها الحديث عن أي شيء. أتوقع أن يحدث منهم أي شيء غادر، لذا يلزم إبعادهم عن الحكومة لإنهاء هذه الأحداث”.