إسطنبول (زمان عربي) – أجاب المفكر الإسلامي التركي الأستاذ فتح الله كولن في درس له يوم الأحد الماضي هو: من المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم:”يقرأون القرآن لايجاوز حناجرهم”؟
وكان جوابه كالتالي: ورد في مصادر الأحاديث النبوية، بعنوان” الفتن والملاحم” الأحداث التي ستقع مستقبلا وخاصة أشراط الساعة والأمور العظام التي ستحدث في آخر الزمان كما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تم توضيح المواقف والضوابط التي ينبغي على المسلم أن يتبعها ويلتزم بها تجاه هذه الأمور.
وكما أنه لم تتبيّن وتتفهم النتائج والمآلات التي تمخضت عنها فتن الخوارج وحروراء في ذلك الوقت إلا بعد حين، فليس معلوم أيضًا موعد نشوء ونمو بذور الفتن والأذى التي غرستها شبكات وعصابات الفتن والفساد في هذه الأيام، ولا نعرف ماهيّة الخطورة التي ستجعل المجتمع يتعرّض لها وتجعل أفراده ينقلبون على بعضهم البعض.
ومما يُؤسَف له أنَّ بعض الناس في عصرِنا تسيل الدماء من أفواههم، ويرمقون الناس بنظرات مفعمة بالحقد والضغينة، وقلوبهم تنبض بالبغضاء والكراهية.
قتل إنسان كقتل الإنسانية جمعاء
إن قتل إنسان دون حق بمثابة قتل للإنسانية جمعاء. والقرآن الكريم يخبرنا بذلك؛ حيث يشير إلى أن مَن قتل نفسًا فمن المحتمل أن يقوم بقتل أناسآخرين. ومن هذه الناحية، فتصبح الجريمة بمقدار ألف جريمة. غير أننا نرى اليوم بعض الناس يرتكب مثل هذه الجرائم، وهذه السفالة، وهذه الدناءة، دون خجل أو خوف.
روى مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية،يقرأون القرآن لايجاوز حناجرهم”.
ومن فتن آخر الزمان التي حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هو كائن قبل يوم القيامة كما في قوله: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَاتَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِي عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَايَدْرِي الْقَاتِلُ فِيم قَتَلَ،وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ”.
إن أولئك الذين يرتكبون أعمال الشر هذه، لهم أكثر وحشيّة وأشد قسوة من أهل حروراء والخوارج ويزيد والحجاج المتعصبين فاقدي الوعي الذين لا يدركون ما يفعلون وتعلّقوا بالإسلام الظاهري.
على أبطال الشفقة والرحمة الالتزام بالسكينة والحذر واليقظة في وقت الفتن
يتعيّن على الأفراد الذين يتحلون بالسكينة والحذر واليقظة، أن يلتزموا الرصَانة ورباطة الجأش.
ويقع على عاتقهم أيضًا حُسن التدبير واليقظة بجميع أشكالها. وعليهم أن يقاوموا بشجاعة سيل وفيضانات الفتن والأذى التي فاقت في حدّتها أمواج تسونامي العاتية، ويسعون للحيلولة دون تحقيق مآربهم وأطماعهم.
هؤلاء الأشخاص الرحماء الذين لا يؤذون حتّى النملة ولا يرفعون يدهم عند تعرضهم للضرب، هم من سيمنعون هذه الفتن.
فهؤلاء الأشخاص الذين يتصرفون على هذه الشاكلة قد يخسرون الدنيا لكنهم سيحشرون في الآخرة مع الرسل والأنبياء عليهم السلام، والصحابة العظام. ونسأل الله تعالى أن يحشروا معهم.