إسطنبول (زمان عربي) — تأملوا حتى تروا من أي نوع من أرباب الأسر أنتم؟ هل أنتم أرباب أسر جيدون أم لا؟ لا تقولوا لا ندري فالتثبت من ذلك أمر سهل وهذا هو المعيار:
هل تبدأ زوجاتكم بالتأفف عند قدومكم إلى المنزل ويشعرن بالراحة عند مغادرتكم إياه؟
قوموا أنتم بالإجابة على هذا السؤال ومحاسبة أنفسكم. ففي حالة شعور زوجاتكم بالضيق لدى عودتكم إلى المنزل فهذا يعني أنكم لستم من أرباب الأسر الجيدين. إعلموا هذا وتحكموا في أنفسكم. ودليل هذا يكمن لدى الصحابة رضي الله عنهم. إذ أن الرسول – عليه الصلاة والسلام- قال في أحد جلساته فيما معناه إن أسوأ الناس هو من يزعج عائلته فسأله صحابي كيف يحدث هذا فأجابه الرسول بأن يخيف رب الأسرة زوجته وأبناءه لدى عودته للمنزل وعند مغادرته تعود البسمة إلى وجه زوجته، فإن تنفس أهل البيت الصعداء عند مغادرته فذلك إشارة على إزعاجه لأسرته ودليل على عدم جدواه.
راقبوا أنفسكم
نكرر السؤال ونقول:”يا أرباب البيوت راقبوا أنفسكم. فعند عودتكم إلى المنزل بعد العمل طوال النهار إن كان يبدأ الهلع لدى أهل المنزل. وإن كنتم تسببون الاستياء لديهم حتى يقولوا: “هل عاد عديم النفع ذاك؟”.وإن كنتم تسببون عند مغادرتكم المنزل صباحا إلى العمل ارتياح أبنائكم وزوجاتكم حتى يقولوا:”أخيرا ذهب”. إن كان هذا ما يحدث فهذا لا يدل على أن الأمور على ما يرام. ويجب عليكم أن تراقبوا أنفسكم وتدققوا فيما إن كنتم تشكلون عنصر خوف وضغط غير عادل أم لا. ونرى هذا المعيار في حديث آخر إذ قال عليه الصلاة والسلام:”خيركم خيركم لأهله”.
إذهبوا إلى المنزل باكرا بعد انتهاء العمل
سؤالنا الثاني لكم هو: هل تذهبون مباشرة إلى المنزل بعد انتهاءكم من العمل؟ أم أنكم تضيعون الوقت هنا وهناك وتستمتعون في أماكن لا داعي لها كالملاهي والمقاهي؟
إن كنتم تستمتعون في أماكن غير مفيدة وتواصلون ترك المنزل فاعلموا أنكم بهذا تهملون واجبكم كأرباب أسر وتكونون قد ارتكبتم فعلا آخر من الأفعال التي لا جدوى منها. والرسول عليه الصلاة والسلام هو خير دليل على هذا إذ يقول صحابي:”كنا في جلسة مع رسول الله وفور انتهائها عاد مباشرة إلى منزله وعائلته ولم يذهب إلى مكان آخر”.
هذا يعني أنه فور انتهاء العمل ليس من الصواب التسكع هنا وهناك بل من الأفضل الذهاب مباشرة إلى المنزل وإدخال السرور على قلوب الزوجات وجعلهن يشعرن بأن هناك من يهتم بهن ولا يشعرن بالوحدة بعد الانتظار طوال اليوم بمفردهن. فهذا من حقهن على أزواجهن، فعدم الاهتمام بهذا والبحث عن الاستمتاع بمفردكم ليس سوى إهمال لمهامكم كأرباب أسر. أي أن هناك نقص في واجبكم كأرباب أسر. إذن ما رأيكم أيها الرجال؟