أنقرة (الزمان التركية): بدأ أتباع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يستهدفون العلامة بديع الزمان سعيد النورسي أيضاً مع أن جميع الجماعات الإسلامية والحركات الفكرية في تركيا تحترمه وإن لم تشاركه في آرائه ومنهجه.
فقد نشرت عائشة بوهورلار، أحد أبرز شخصيات الحزب وكتابه، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” رابطاً لمقالٍ قدَّمت له بقولها: “لا بد من الاطلاع جيداً على تهديد بديع الزمان النورسي الكردي للسلطان عبد الحميد الثاني/ المنعطف الحرج في التاريخ المدني للانقلابيين 1909″، في مسعىً منها للإيهام بأن النورسي وهو أستاذ المفكر التركي فتح الله كولن كان انقلابياً أيضاً أطاح بالسلطان عبد الحميد الثاني.
كما صوب المؤرخ الدكتور أحمد شيشميرجيل، أحد العاملين بقناة A الإخبارية المملوكة لصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، سهام انتقاداته للاستاذ بديع الزمان سعيد النورسي بقوله “سعيد النورسي بالأمس وفتح الله كولن اليوم”.
ويرى المعلقون السياسيون أن هذه التصريحات تعكس أن المرحلة المقبلة ستكشف عن العداء السري الحالي لبديع الزمان سعيد النورسي داخل حزب العدالة والتنمية تماماً مثلما أخفوا عداءهم للسيد فتح الله كولن لفترة ثم كشفوا الستار عنه فيما بعد.
وكان أردوغان وأركان حزبه حريصين على إبداء الابتسامات والتقرب من جماعات النور الآخرى لفترة مؤقتة بهدف شيطنة حركة الخدمة وإقصائها وكأنهم يفرقون بينها وبين الخدمة، لكن الذين يعلمون الأطراف الثلاثة عن قرب كانوا متأكدين من أن هذه العلاقة الودية عبارة عن ربيع زائف ومؤقت. لأن الفرق بين أنصار الاسلام السياسي وبديع الزمان جوهرياً وأساسياً. فبديع الزمان النورسي مارس السياسة في مرحلة من حياته أطلق عليها “مرحلة سعيد القديم” وبعدها أدرك أن السياسة وخدمة الإسلام لا يمكن أن تجتمعا في الآن نفسه في الظروف الراهنة قائلا: “أعوذ بالله من الشيطان والسياسة”.
بينما يزعم أنصار “الاسلام السياسي” أن الطريق الوحيد لتغيير المجتمع وأسلمته هو الاستيلاء على السلطة والدولة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال السياسة بطبيعة الحال. لذلك فهم كانوا يرون السياسة كوسيلة مقدسة لبلوغ الهدف. وبالتالي لم يعجبوا ببديع الزمان النورسي الذي ساوى بين الشيطان والسياسة.
وخلاصة القول إنه ليس من السهل أن ينسى أنصار الإسلام السياسي هذا الاختلاف القديم بينهم وبين سعيد النورسي وهم يسعون لاحتكار نعم السلطة، فهم لا يرغبون تقاسم الانتصارات التي حققوها بالوصول إلى هرم السلطة مع محبي النورسي الذين جادلوهم طيلة تاريخ الجمهورية التركية. لذا فإ إقدام عائشة بوهورلار على نشر مقال يتضمن معنى “أن سعيد النورسي كان على رأس الجماعة التي أطاحت بالسلطان عبد الحميد الثاني” لم يكن محض صدفة أبداً. كما أن تركيزها على كردية النورسي وتصويرها له وكأنه عدو للسلطان عبد الحميد الذي يعتبر مرجعيتهم الوحيدة في دعوى الإسلام السياسي من العلامات المهمة التي تدل على تقارب وقت عملية التصفية التي سيطلقونها ضد جماعات النور الأخرى ومثيلاتها.
ونقدم لكم ثلاثة روابط للاطلاع على رأي الأستاذ النورسي في السياسة.